الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
150

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

تعارض مراد نفسه مع مراد الرسول ﷺ أن يُقدّم مُراد الرسول ﷺ، وأن لا يُعارض قول الرسول ﷺ بقول أحد من الناس، كائنًا من كان، وأن يُقدّم محبّته على محبّة الناس كلهم (١). وقال ﷾: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (٢). وقد قال ﷺ: «اللَّهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به» (٣)، وقال ﷺ: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وعليه دين ولم يترك وفاءً فعلينا قضاؤُهُ، ومن ترك مالًا فهو لورثته» (٤). النوع الثالث: رحمته ﷺ للناس جميعًا: ١ - عن جرير بن عبد اللَّه ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من لا يَرحَم الناس لا يَرحَمُه اللَّه ﷿» (٥). ٢ - وعن أبي هريرة ﵁ قال: سمعت أبا القاسم ﷺ يقول: «لا تُنزعُ الرحمة إلاّ من شقي» (٦).

(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص٦٥٩. (٢) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩. (٣) مسلم، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، وعقوبة الجائر، والحث على الرفق بالرعية، والنهي عن إدخال المشقة عليهم، برقم ١٨٢٨. (٤) البخاري، كتاب الفرائض، باب قول النبي ﷺ: «من ترك مالًا فلأهله»، برقم ٦٧٣١، ورقم ٢٢٩٨، ومسلم، كتاب الفرائض، باب من ترك مالًا فلورثته، برقم ١٦١٩. (٥) مسلم، كتاب الفضائل، باب رحمته ﷺ الصبيان والعيال، وتواضعه، وفضل ذلك، برقم ٢٣١٩. (٦) الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في النفقة على البنات والأخوات، برقم ١٩٢٣، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، ٢/ ٣٥٠.

1 / 152