الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
المثال السابع: مع من بكت عند القبر:
عن أنس ﵁ قال: مرَّ النبي ﷺ بامرأة تبكي عند قبر فقال: «اتقِ اللَّه واصبري» قالت: إليك عنّي فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي ﷺ، فأتت النبي ﷺ فلم تجد عنده بوّابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى» (١)، وهذا فيه الدلالة على رفق النبي ﷺ بالجاهل، وترك المؤاخذة.
المثال الثامن: من رفق صلة بن أشيم:
ومن المواقف التطبيقية ما فعله صلة بن أشيم ﵀ حين مر رجل قد أسبل ثيابه يسحبها ويجرّها على الأرض، فأخذ الناس يسبّونه ويُغلظون له في القول، فساءه ذلك، وأراد أن يريهم درسًا عمليًا للرفق واللين في الإنكار فقال لهم: دعوني أكفكم أمره، ثم قال: يا ابن أخي إنّ لي إليك حاجة. قال: ما هي؟ قال: أحب أن ترفع إزارك، قال: نعم ونعمى عيني - أي أقر عينك بطاعتك واتباع أمرك - فرفع إزاره. فقال: صلة لأصحابه: هذا كان أمثل مما أردتم، فإنكم لو شتمتموه وآذيتموه لشتمكم (٢).
(١) البخاري، كتاب الجنائز، باب قول الرجل للمرأة عند القبر: اصبري، برقم ١٢٨٣. (٢) مختصر منهاج القاصدين، ص١٣٧.
1 / 143