مقتطفات من كتاب من روائع حضارتنا

مصطفى السباعي ت. 1384 هجري
96

مقتطفات من كتاب من روائع حضارتنا

الناشر

دار الوراق للنشر والتوزيع،بيروت

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

المكتب الإسلامي

تصانيف

اليوم، وهي وجوه تبعث على العجب والدهشة، وتدل على أن النزعة الإنسانية في أمتنا كانت أشمل وأصفى وأوسع أفقًا من كل نزعة إنسانية لدى الأمم الأخرى. وقبل أن نفيض في الحديث عن تعدد وجوه البر في المؤسسات الاجتماعية في عصور حضارتنا يجب أن نلم بمبادئ حضارتنا في هذا الميدان، وهي المبادئ التي عملت عملها في نفوس أمتنا فدفعتها إلى إنشاء هذه المؤسسات دفعًا لا نعرف له مثيلًا في أمم أخرى. ينادي الإسلام بالدعوة إلى الخير نداء تنهزم معه النفس الإنسانية بواعث الشح ووسوسة الشيطان في التخويف من الفقر، فيقول القرآن بعد الحث على الإنفاق: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (١). ويعمم الدعوة إلى الخير على كل مقتدر، بل كل إنسان، فقيرًا كان أو غنيًا. ولقد كان مما شكاه الفقراء إلى النبي ﷺ أن الأغنياء يسبقونهم في فعل

(١) البقرة- ٢٦٨.

1 / 195