مقتطفات من كتاب من روائع حضارتنا

مصطفى السباعي ت. 1384 هجري
86

مقتطفات من كتاب من روائع حضارتنا

الناشر

دار الوراق للنشر والتوزيع،بيروت

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

المكتب الإسلامي

تصانيف

الإصابة، فقد (لعن رسول الله من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا) (١) (أي هدفًا) وتنهى عن التحريش بين الحيوانات ووسمها في وجوهها بالكي والنار (أي كيها لتعلم من بين الحيوانات الأخرى) فقد مرّ الرسول على حمار قد وسم في وجهه، فقال: لعن الله الذي وسمه (٢). أما إذا كان الحيوان مما يؤكل، فإن الرحمة به أن تُحدّ الشفرة، ويسقي الماء ويراح بعد الذبح قبل السلخ: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحّد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته) (٣). بل إن إضجاع الحيوان للذبح قبل إحداد الشفرة قسوة لا تجوز، أضجع رجل شاة للذبح وهو يحد شفرته، فقال له ﵇: (أتريد أن تميتها موتتان؟ هلاّ أحددت شرفتك قبل أن تضجعها) (٤). واسمعوا ما أروع هذه الرحمة بالحيوان وأبلغ دلالتها على روح حضارتنا. قال عبد الله بن مسعود: (كنا

(١) رواه البخاري ومسلم. (٢) رواه الطبراني. (٣) رواه مسلم وأبو داود، ومالك والترمذي. (٤) رواه الطبراني والحاكم.

1 / 180