قال النووي (¬2): ويستحب أن يقرأ في الأولى: {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثانية: (الإخلاص)، وأن يقرأ بعد سلامة (آية الكرسي)، فإنها عظيمة النفع جدا. وقد جاء في حديث: "من قرأ آية الكرسي قبل خروجه من منزله لم يصبه شيء يكرهه حتى يرجع " (¬3). ويقرأ معها (لإيلاف قريش)، فقد جاء فيها آثار (عن) السلف، مع ما علم من بركة القرآن في كل حين (¬4). وقد أخرج أبو بكر الخرائطي في كتاب "مكارم الأخلاق" من جهة سعيد بن مرداس عن إسماعيل بن محمد عن أنس بن مالك، أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني نذرت سفرا، وقد كتبت وصيتي من مالي. أي الثلاثة أدفعها؟ إلى ابي، أم إلى أخي، أم إلى ابني؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما استخلف عبد في أهله خليفة أحب إلى الله من أربع ركعات يصليهن في بيته إذا شد عليه ثياب سفره يقرأ فيهن بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد. ثم يقول: إني افتقرت بهن إليك فاخلفني بهن في أهلي ومالي، فهن خليفته في أهله وماله، وذود حول داره، حتى يرجع على أهله " (¬1).
الثاني عشر: يستحب للمسافر الصدقة في موضعين، إذا وضع رحله في الركاب فيشتري سلامته من الله عز وجل، وإذا رجع شكر الله. قاله ابن سراقة في كتاب "الأعداد".
الثالث عشر: أخرج البيهقي في سننه من جهة الحسن عن أنس - رضي الله عنهم - قال: لم يرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفرا، إلا قال حين ينهض من جلوسه: "اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت، وبك اعتصمت، أنت ثقتي ورجائي. اللهم أكفني ما أهمني وما لا أهتم به، وما أنت اعلم به مني. اللهم زودني التقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني إلى الخير حيثما توجهت"، ثم يخرج (¬2).
قال: وكان الخطابي يقول في انتشرت: ابتسرت يعني: ابتدأت في سفري (¬3).
صفحة ٤٥