ويستحب الدعاء عند الوداع. فعن قزعة بن يحيى البصري، قال: قال لي ابن عمر: هلم أودعك كما ودعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استودعك الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك". رواه أبو داود والنسائي والحاكم (¬1).
وعن عبد الله الخطمي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يودع جيشا، قال: "استودع الله دينكم، وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم". روياه أيضا (¬2). وإنما ذكر الدين مع الوداع لأن السفر موضع خوف وخطر، وقد يصيبه منه المشقة والتعب، فيكون سببا لإهمال بعض الأمور المتعلقة بالدين. فدعا له بالمعونة، والتوفيق فيهما. وقيل: الأمانة هاهنا أهله ومن يخلفه منهم، وماله الذي أودعه (¬3)، ويستحفظه أمينة ووكيله، ومن في معناه.
صفحة ٣٩