أصل السفر في اللغة (¬2): الظهور والبروز. ومنه أسفر الصباح إذا لمع، وسمي السفر سفرا؛ لأنه يسفر عن أخلاق الرجال (¬3)، أي: يظهر أحوالها. ومنه سفرت المرأة عن وجهها، إذا كشفته وأظهرته. ومنه سميت المكنسة: مسفرة، لأنها تسفر التراب عن وجه الأرض. ويقال: رجل سافر، وقوم سفر جمع سافر كراكب وركب، إلا أنهم لم ينطقوا بسافر. وسافر شاذ في الأفعال فيما وقع في باب (فاعل) من (فعل) واحد، وأكثره أن يكون من اثنين. والأصل فيه قوله تعالى: {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله} [المزمل: من الآية20] وقال تعالى: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك:15]
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "سافروا تصحوا وتغنموا" أخرجه البيهقي في سننه من حديث ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم بإسناد ضعيف. وفي رواية الطبري "تسلموا" بدل "تغنموا " (¬1).
صفحة ٩