السادس: يستحب له أن يطلب رفيقا، موافقا، زاغبا في الخير، كارها الشر، إن نسي ذكره ، وإن ذكر أعانه. وإن تيسر له مع ذلك كونه عالما فليتمسك به، فإنه يمنعه بعلمه وعمله، ما يطرأ على المسافرين من مساوئ الأخلاق والضجر، ويعينه على مكارم الأخلاق ويحثه عليها. وقد أخرج الخطيب البغدادي في كتاب "الجامع" من جهة محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الجار قبل الدار.، والرفيق قبل الطريق، والزاد قبل الرحيل " (¬4). ورواه الطبراني من حديث رافع بن خديج أيضا (¬5). رواه الخطيب بسنده أيضا إلى الوليد عن الأوزاعي، قال: "الرفيق بمنزلة الرقعة من الثوب، إذا لم تكن مثله شانته " (¬1). وذكر ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة خفاف بن ندية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا خفاف ابتغ الرفيق قبل الطريق، فإن عرض لك أمر نصرك، وإن احتجت إليه ردفك". وقال: لا أعلم له غير هذا الحديث (¬2).
وذكره العسكري في "الأمثال" من حديث علي وسعيد بن معروف بن رافع عن أبيه عن جده مرفوعا (¬3).
وفي "الحلية" لأبي نعيم عن سفيان الثوري: "جاء رجل إليه، فقال: إني أريد الحج! قال: فلا تصحب من يكرم عليك، فإن ساويته في النفقة أضر بك، وإن تفضل عليك استذلك".
صفحة ٣٥