غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)

الديلمي ت. 800 هجري
80

غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)

تصانيف

مثله وقربانها وقتا بعد وقت، فقال (1): «يا أماه، اجعلني قربانك لوجه الله تعالى خالصا، ولا تشركي معه أحدا فإنه يرضاه منك ويتقبله ويعطيك طلبتك ويعجله لك».

فامتثلت قوله وقربت قربانا مضاعفا وجعلته خالصا لله، وسألته أن يرزقها ولدا، فأجابها الله تعالى وبلغها مناها، ورزقها خمسة من الأولاد: طالبا، وجعفرا، وعقيلا، ثم عليا وأخته.

(وروي من حديثها) (2) أنها كانت يوما تتحدث مع عجائز العرب والفواطم من قريش، وهن: فاطمة ابنة محرز بن عائد بن مخزون بن عمران (3)، جدة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفاطمة ابنة زائدة بن الأصم، وهي أم خديجة ابنة خويلد، وفاطمة ابنة عبد الله بن رزون، وفاطمة ابنة الحارث بن عكرمة، وتمام الفواطم التي انتمى إليهن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فاطمة أم قصي وهي ابنة مضر، فإنهن جلوس إذ أقبل سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جماله وكماله، وبنوره الباهر وسعده الظاهر.

وقد تبعه بعض الكهان ينظر إليه ويطيل فراسته فيه، إلى أن أتى إليهن فسألهن عنه، فقلن: هذا محمد ذو الشرف الرفيع الباذخ، والفضل الجسيم الشامخ، فأخبرهن الكاهن بما يعلم من رفيع قدره، وبشرهن بما سيكون من مستقبل أمره، وأنه سيبعث نبيا وينال منالا عليا، وقال: إن التي كفلته منكن في صغره سيكفلها ولدا يكون عنصره من عنصره، يختصه بسره ونصيحته ويحبوه بمصافاته وأخوته.

صفحة ١١٤