غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع
تأليف
حمزة بن على الحسينى الحلبى
جميع الحقوق محفوظة لفريق مساحة حرة
[![](../Images/logo4.png)](http://www.masaha.org)
<http://www.masaha.org>
التشيع في حلب عبر القرون وترجمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
انتشر الإسلام في عصر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في الجزيرة العربية، كما انتشر بعد رحيله في شتى الأقطار وما ذلك إلا لأنه دين الفطرة، يدعو إلى عبادة رب واحد، لا شريك له، ونبذ عبادة الأصنام، والحجر والبشر، وإلى العدل والمساواة، وكل عمل وخلق حسن، وينهى عن كل خلق وعمل قبيح، إلى غير ذلك مما يرفع الإنسان عن حضيض الحيوانية إلى ذروة الكمال.
ووالاه التشيع في الانتشار بسرعة في الأقطار الإسلامية، وما ذلك إلا لأن أكثر المهاجرين والأنصار كانوا يشايعون عليا (عليه السلام) ويحاربون معه، ويقفون معه في صف واحد خصوصا في الحروب التي وقعت في أيام خلافته. فبعد ما نزل الإمام بالكوفة، انتشر التشيع في العراق.
ولما غادر الإمام الصادق (عليه السلام) المدينة المنورة ونزل بالكوفة أيام أبي العباس السفاح حيث بقي فيها مدة سنتين، فعمد الإمام إلى نشر علومه، وتخرج على يديه الكثير من العلماء. فقويت شوكة التشيع وهذا الحسن الوشاء يحكي لنا ازدهار مدرسة الإمام في العراق في تلك الظروف ويقول: أدركت في هذا المسجد يعني مسجد الكوفة
صفحة ٣
تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد (1).
وقد كان لهذه المدرسة العظيمة للإمام أكبر تأثير في انتشار التشيع في أقطار العالم وإن كانت جذوره موجودة قبل الإمام الصادق (عليه السلام) في الشام ومصر وغيرهما وقد بلغ من انتشار التشيع بواسطة مدرسة الإمام انه أصبح قسم من البلدان الإسلامية، شيعية أو يوجد فيها التشيع خصوصا في ثالث القرون وما بعده.
ومع ان الشام كانت معقل الأمويين ودار خلافتهم نرى ان التشيع قد دب فيها دبيب الماء في الورد، فما من بلدة أو قرية إلا وفيها نجم لامع من علماء الشيعة يقتضي أثر أهل البيت وينادي بموالاتهم التي نص القرآن الكريم عليها وقد كان لسماع كلمة أهل البيت جاذبية خاصة في قلوب المسلمين حيث يحنون إليهم حنان العاشق للمعشوق، خصوصا إنهم كانوا يصلون على أهل بيت محمد وآله وعترته في كل يوم وليلة تسع مرات. وهذا يدل على احتلال أهل البيت مقاما كبيرا فلو كانوا أناسا عاديين لما أمر المسلمون قاطبة بالصلاة عليه وهذا الأمر يدفعهم إلى التعرف عليهم والاعتناء بشأنهم.
ولهذا وذاك، قوي انتشار التشيع والموالاة لأئمة أهل البيت في أكثر الأقطار الإسلامية حتى في معاقل الأعداء ودار خلافتهم.
حلب الشهباء وجمالها الطبيعي
من المناطق التي اعتنقت التشيع من عصور قديمة هي سواحل سوريا وأخص منها بالذكر حلب الشهباء التي نبغ فيها كثير من بيوتات الشيعة، وتربى في أحضانها جيل كبير من المحدثين والفقهاء والمتكلمين والأدباء من الشيعة التي ستمر عليك أسماء بعضهم. وقبل التعرف عليهم، نذكر شيئا من هذه المدينة الزاهرة.
يقول ياقوت الحموي: «حلب» بالتحريك مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات
صفحة ٤
طيبة الهواء صحيحة الأديم والماء. (1).
وقد وصف الشعراء والأدباء أزهارها وأثمارها، وأشاروا إلى ضواحيها ونواحيها وما فيها من جمال الطبيعة وكمال الصنع، وكأنك ترى ماءها الفضي يجري على تراب كالذهب. وترى فيها أنواعا من الأزهار والفواكه كلها تسقى بماء واحد وكأن الشاعر بشعره يقصد تلك البلدة إذ يقول:
صبغت بلون ثمارها أوراقها
فتكاد تحسب أنهن ثمار
وللشاعر أبي بكر الصنوبري قصيدة تبلغ مائة وأربعة أبيات يصف فيها منتزهات حلب وقرأها مستهلها:
احبسا العيس احبساها
وسلا الدار سلاها
ومن جملتها:
أنا أحمى حلبا
دارا وأحمى من حماها
أي حسن ما حوته
حلب أو ما حواها
إلى أن يقول:
حلب أكرم مأوى
وكريم من أواها
بسط الغيث عليها
بسط نور، ما طواها
وكساها حللا، أب
دع فيها إذ كساها
حللا لحمتها السو
سن والورد سداها (2)
قال السيد الخوانساري نقلا عن كتاب تلخيص الآثار:
ان حلب مدينة عظيمة بأرض الشام كثيرة الخيرات، طيبة الهواء، صحيحة التربة، لها سور حصين، وكان الخليل (عليه السلام) يحلب غنمه، ويتصدق بلبنها يوم الجمعة،
صفحة ٥
ولقد خص الله هذه المدينة ببركة عظيمة من حيث يزرع بأرضها القطن، والسمسم، والدخن، والكرم، والمشمش، والتين، يسقى بماء المطر، وهي مسورة بحجر أسود، والقلعة بجانب السور لأن المدينة في وطأ من الأرض، والقلعة على جبل مدور، لها خندق عظيم، وصل حفره إلى الماء، وفيها مقامان للخليل (عليه السلام) يزاران إلى الآن، وفي بعض ضياعها بئر إذا شرب منها من عضه الكلب الكليب برأ.
ومن عجائبها سوق الزجاج لكثرة ما فيها من الظرائف اللطيفة، والآلات العجيبة. (1)
التشيع في حلب عبر القرون
دخل التشيع في حلب قبل عهد الحمدانين (293- 392) ولكنه انتشر وقوى فيها على عهدهم وذلك لان الدولة الحمدانية كانت من الدول الشيعية، يجاهرون بالتشيع وينصرونه وكانوا يكرمون الأدباء والشعراء والعلماء والمحدثين، وخصوصا الذين يجاهرون منهم بالتشيع وولاء أهل البيت. ومن أبرز شعراء الحمدانين أبو فراس الحمداني (320- 357) وله القصيدة الميمية الطائرة الصيت التي مستهلها:
الحق مهتضم والدين مخترم
وفيء آل رسول الله مقتسم
إلى أن قال:
قام النبي بها يوم الغدير لهم
والله يشهد والأملاك والأمم
حتى إذا أصبحت في غير صاحبها
باتت تنازعها الذؤبان والرخم
وصيروا أمرهم شورى كأنهم
لا يعلمون ولاة الحق أيهم
تالله ما جهل الأقوام موضعها
لكنهم ستروا وجه الذي علموا
ثم ادعاها بنو العباس ملكهم
ولا لهم قدم فيها ولا قدم
صفحة ٦
ولأجل تلك المناصرة، ووجود المناخ المساعد، أصبح التشيع مذهبا بارزا في تلك البلدة الخصبة ممتدا إلى ضواحيها كالموصل وتشهد بذلك نصوص كثير من المؤرخين.
يقول ياقوت الحموي وهو يذكر حلب: والفقهاء يفتون على مذهب الإمامية. (1)
2- وقال ابن كثير الشامي في تاريخه: كان مذهب الرفض فيها في أيام سلطنة الأمير سيف الدولة بن حمدان رائجا رواجا تاما.
3- وقال مؤلف نهر الذهب: لم يزل الشيعة بعد عهد سيف الدولة في تصلبهم حتى حل عصبتهم وأبطل أعمالهم نور الدين الشهيد (543) ومن ذلك الوقت ضعف أمرهم غير أنهم ما برحوا يجاهرون بمعتقداتهم إلى حدود (600) فأخفوها.
ثم ذكر أن مصطفى بن يحيى بن حاتم الحلبي الشهير ب«طه زاده» فتك بهم في حدود الألف فاخفوا أمرهم، وذكر بعض ما يفعله الحلبيون مع الشيعة من الأعمال الوحشية والمخازي والقبائح التي سودت وجه الإنسانية ويخجل القلم من نقلها.
وقال القاضي المرعشي: «أهل حلب كانوا في الأصل شيعة وإلى أواخر زمان الخلفاء العباسية كانوا على مذهب الإمامية، وقد أجبروا في زمان انتقال تلك الولاية إلى حكم السلاطين العثمانية على ترك مذهبهم» وما مر من فعل (طه زاده) يؤيد ذلك فإن استيلاء العثمانيين على حلب كان في أوائل المائة العاشرة.
وقال مؤلف نهر الذهب: انه لم يزل يوجد في حلب عدة بيوت معلومة يقذفهم بعض الناس بالرفض والتشيع ويتهابون الزواج معهم مع ان ظاهرهم على كمال الاستقامة وموافقة أهل السنة. (2)
4- وقال ابن كثير:
لما سار صلاح الدين إلى حلب فنزل على جبل جوشن، نودي في أهل حلب بالحضور في ميدان باب العراق فاجتمعوا فأشرف عليهم ابن الملك نور الدين فتودد
صفحة ٧
إليهم وتباكى لديهم وحرضهم على قتال صلاح الدين وذلك عن إشارة الأمراء المقدمين فأجابه أهل البلد بوجوب طاعته على كل أحد وشرط عليه الروافض منهم أن يعاد الأذان بحي على خير العمل، وأن يذكر في الأسواق وأن يكون لهم في الجامع، الجانب الشرقي، وأن يذكر أسماء الأئمة الاثني عشر بين يدي الجنائز، وأن يكبروا على الجنازة خمسا، وأن تكون عقود أنكحتهم إلى الشريف أبي طاهر أبي المكارم حمزة بن زاهر (1) الحسيني فأجيبوا إلى ذلك كله، فأذن بالجامع وسائر البلد بحي على خير العمل. (2)
ونقل السيد الأمين عن أعلام النبلاء عن كتاب الروضتين، عن ابن أبي طي انه قال: فأذن المؤذنون في منارة الجامع وغيره بحي على خير العمل، وصلى أبي في الشرقي مسبلا وصلى وجوه الحلبيين خلفه وذكروا في الأسواق وقدام الجنائز أسماء الأئمة وصلوا على الأموات خمس تكبيرات واذن للشريف- ابن زهرة- أن يكون عقود الحلبيين من الإمامية إليه وفعلوا جميع ما وقعت الأيمان عليه. (3)
5- قال ابن كثير:
ان بدر الدولة أبا الربيع سليمان بن عبد الجبار بن أرتق صاحب حلب لما أراد بناء أول مدرسة للشافعية بحلب لم يمكنه الحلبيون، إذ كان الغالب عليهم التشيع.
ان ابتداء إمرة سليمان هذا في حلب نيابة عن عمه «ايلغاري» بن ارتق، كان سنة 515 هو انتهاؤها 517 وإن تلك المدرسة تسمى «الزجاجية» وانه كلما بنى فيها شيء نهارا خربة الحلبيون ليلا إلى أن أعياه ذلك، فاحضر الشريف زهرة بن علي بن إبراهيم الإسحاقي الحسيني والتمس منه أن يباشر بناءها فكف العامة عن هدم ما
صفحة ٨
يبنى، فباشر الشريف البناء ملازما له حتى فرغ منها. (1)
وخرج من حلب عدة من علماء الشيعة وفقهائهم منهم الشيخ كردي بن عكبري بن كردي الفارسي الفقيه الثقة الصالح، كان يقول: بوجوب الاجتهاد عينا وعدم جواز التقليد قرأ على الشيخ الطوسي وبينهما مكاتبات وسؤالات وجوابات. (2)
ومنهم الفقيه المقدام أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي 374- 447 مؤلف الكافي، والتهذيب والمرشد وتقريب المعارف،- وقد طبع الأول والأخير- وغيرها.
وقد كانت الصلة بين شيعة حلب وشيعة الكوفة وثيقة جدا ولأجل ذلك نرى ان بعض البيوت العراقية ينتسب إلى حلب وما ذلك إلا لوجود الصلة التجارية أو العلمية بين البلدين فهذا هو عبيد الله بن علي بن أبي شعبة المعروف بالحلبي وما هو إلا أنه كان يتجر هو وأبوه وإخوته إلى حلب فاشتهروا بالحلبيين. وعبيد الله هذا من فقهاء الشيعة في القرن الثاني وله كتاب يرويه أصحابنا عنه (3) ورواياته مبثوثة في المعاجم الحديثية.
هذا بعض ما كان للشيعة من الشأن في تلك التربة الزاهرة وأما مصيرهم في القرون فقد حدث عند المؤرخون وقد مر تصريح بعضهم بما جرى على شيعة آل البيت من المجاز فيها. ولنشر إلى النزر اليسير منها ونترك الكثير إلى مجال آخر.
ان تاريخ الشيعة تاريخ دموي حيث إنهم عاشوا بين الخوف والرجاء، وبين الحجر والمدر وقد تعامل معهم الأمويون والعباسيون بشكل يندي له جئن البشرية فلم يكن السبب للفتك بهم إلا عدم تحالفهم مع الظالمين ومع ذلك فبقاء الشيعة اليوم يعد من أكبر المعاجز ومن خوارق العادات إذ لم يشهد التاريخ أمة أصابتهم النوائب والمظالم والقتل الذريع مثل ما أصابت شيعة أهل البيت ومواليهم، ولو انك وقفت على
صفحة ٩
ما في غضون التاريخ وأغواره لضقت ذرعا ولملئت مما جاء فيها رعبا.
6- قال كرد علي في خطط الشام:
كان أهل حلب سنة حنفية، حتى قدم الشريف أبو إبراهيم الممدوح- في عهد سيف الدولة- فصار فيها شيعة وشافعية، وأتى صلاح الدين، وخلفاؤه فيها على التشيع، كما أتى عليه في مصر، وكان المؤذن في جوامع حلب الشهباء يؤذن بحي على خير العمل، وحاول السلجوقيون مرات، القضاء على التشيع، فلم يوفقوا إلى ذلك، وكان حكم بني حمدان وهم شيعة، من جملة الأسباب الداعية إلى تأصل التشيع في الشمال، ولا يزال على حائط صحن المدفن الذي في سفح جبل «جوشن» بظاهر حلب ذكر الأئمة الاثني عشر، وقد خرب الآن. (1)
7- وقال ابن جبير: للشيعة في هذه البلاد أمور عجيبة، وهم أكثر من السنيين بها، وقد عموا البلاد بمذاهبهم. (2)
دخل صلاح الدين الأيوبي إلى حلب عام 579 وحمل الناس على التسنن وعقيدة الأشعري ولا يقدم للخطابة ولا للتدريس إلا من كان مقلدا لأحد المذاهب الأربعة، ووضع السيف على الشيعة فقتلهم وأبادهم مثل عمله في مصر، إلى حد يقول الخفاجي في كتابه: «فقد غال الأيوبيون في القضاء على كل أثر للشيعة». (3)
وبما انه سبحانه شاء أن يبقى التشيع في حلب، نرى أن الدولة الأيوبية لم تتمكن من القضاء على التشيع فيها تماما بل بقي مع ما أصابه من الكوارث والمحن.
8- هذا هو ياقوت الحموي يكتب عن حلب عام 636 هأي بعد دخول الأيوبي لها بسبع وخمسين سنة ما لفظه: وعند باب الجنان مشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رؤي فيه في النوم، وداخل باب العراق مسجد غوث، فيه حجر عليه
صفحة ١٠
كتابة زعموا انها خط علي بن أبي طالب (عليه السلام) وفي غربي البلد في سفح جبل جوشن قبر المحسن بن الحسين يزعمون انه سقط لما جيء بالسبي من العراق ليحمل إلى دمشق، أو طفل كان معهم بحلب فدفن هنا لك، وبالقرب منه مشهد مليح العمارة تعصب الحلبيون، وبنوه أحكم بناء، وأنفقوا عليه أموالا، يزعمون أنهم رأوا عليا (عليه السلام) في المنام في ذلك المكان. (1)
هكذا استمر التشيع في حلب رفيع البناء، لم يقلعه تلك الهزات العنيفة، ولم تقوضه تلك العواصف الشديدة، إلى أن أفتى الشيخ نوح الحنفي (2) بكفر الشيعة واستباحة دمائهم وأموالهم، تابوا أو لم يتوبوا، فزحفوا على شيعة «حلب» وأبادوا منهم أربعين ألفا أو يزيدون، وانتهبت أموالهم، وأخرج الباقون منهم من ديارهم إلى «نبل» و«النغاولة» و«أم العمد» و«الدلبوز» و«الفوعة» وغيرها من القرى، واختبأ التشيع في أطراف حلب في هذه القرى والبلدان.
9- هاجم الأمير ملحم بن الأمير حيدر، بسبب هذه الفتوى جبل عامل عام 1048 فانتهك الحرمات واستباح المحرمات يوم وقعة قرية «أنصار» فلا تسئل عما أراق من دماء، واستلب من أموال، وانتهك من حريم، فقد قتل ألفا وخمس مائة، وأسر ألفا وأربع مائة، فلم يرجعوا حتى هلك في الكنيف ببيروت.
فيا لله من هذه الجرأة الكبرى على النفوس والأعراض، ومن تلك الفتيا، التي غررت بأولئك على تلك الفظائع والجرائم. (3)
10- ولم يكن ذلك الفتك الذريع أول تصفية جسدية للشيعة، بل صبت عليهم قوارع في دار الخلافة، قبل قرنين بالوحشية التامة يندي لها جئن الإنسانية. فقد قتل السلطان سليم في الاناضول وحدها أربعين ألفا، وقيل سبعين لا لشيء إلا انهم شيعة، ومن جراء ذلك غادرت شيعة أهل البيت المراكز، نازلين الكهوف، والمناطق الجبلية،
صفحة ١١
ولم تزل قسم من العلويين حاليا في تركيا يعيشون تلك المناطق. (1)
ما أقبحها من عصبية وما أقساها.
ترى أكان يسوغ في شريعة الإنصاف أن يسأم قوم يدينون بدين الحق، ويتبعون أوصياء النبي الشرعيين الذين أوصى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بموالاتهم ومحبتهم، ويمنعوا من أبسط حقوقهم الإنسانية وهي حرية الرأي والمعتقد، خاصة إذا كان ذلك المعتقد من النوع الذي يأخذ بصاحبه إلى الفضيلة والطهر، والإنسانية والكمال.
ترى أكان يسوغ أن تمنع جماعة يحترمون وصية النبي في ذريته وخلفائه الأبرار، من أداء شعائرهم النابعة من الكتاب والسنة إلا في غطاء التقية، وإذا كانت التقية أمرا قبيحا فعمل من حملهم عليها أقبح.
وهذا هو العالم الشاعر إبراهيم يحيى (2) يصف مظالم «جزار» وفظايعه على الشيعة في جبل عامل تلك المنطقة الخصبة بالعلم والفضل، وجمال الطبيعة وكانت ولم تزل دارا للشيعة منذ عصور، تلمع كشقيقتها «حلب» في خريطة الشامات وقد صور الشاعر ما جرى عليهم في قصيدته على وجه يدمي الأفئدة والقلوب، وقد هاجر من موطنه إلى دمشق ونظم فيها القصيدة الميمية نقتطف منها ما يلي:
يعز علينا أن نروح ومصرنا
لفرعون مغني يصطفيه ومغنم
منازل أهل العدل منهم خلية
وفيها لأهل الجور جيش عرمرم
وعاثت يد الأيام فينا ومجدنا
وبالرغم مني أن أقول مهدم
ولست ترى إلا قتيلا وهاربا
سليبا ومكبوبا يغل ويرغم
وكم علم في عامل طوحت به
طوائح خطب جرحها ليس يلام
وأصبح في قيد الهوان مكبلا
وأعظم شيء عالم، لا يعظم
وكم من عزيز ناله الضيم فاغتدى
وفي جيده حبل من الذل محكم
صفحة ١٢
وكم هائم في الأرض تهفوا بلبه
قوادم أفكار تغور وتتهم
ولما رأيت الظلم طال ظلامه
وان صباح العدل لا يتبسم
ترحلت عن دار الهوان وقلما
يطيب الثوى في الدار والجار، أرقم
تملكها- والملك لله- فاجر
سواء لديه ما يحل ويحرم
عتل زنيم، يظهر الدين كاذبا
وهيهات أن يخفى على الله مجرم
(1) نسب المؤلف
اتفقت كلمة المترجمين على أن نسبه ينتهي إلى الإمام الصادق (عليه السلام) ولكن اختلفوا في عدد الوسائط فذكر الأفندي التبريزي نسبه بالنحو التالي:
السيد عز الدين أبو المكارم حمزة بن علي، بن أبي المحاسن زهرة، بن أبي علي الحسن، بن أبي المحاسن زهرة، بن أبي المواهب علي، بن أبي سالم محمد، بن أبي إبراهيم محمد النقيب، بن علي، بن أبي علي أحمد، بن أبي جعفر محمد، بن أبي عبد الله الحسين، بن أبي إبراهيم إسحاق المؤتمن، بن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) الحسيني الحلبي، وقال:
هذا الذي ذكرناه، من نسبه هو الموجود في المواضع المعتبرة، ورأيت في أواخر بحث أصول الفقه من بعض نسخ الغنية له، نسبه هكذا:
السيد أبو المكارم حمزة، بن علي، بن زهرة، بن علي، بن محمد، بن أحمد، بن محمد، بن الحسين، بن إسحاق بن جعفر الصادق (عليه السلام) ولعل فيه اختصارا كما هو الشائع في الأنساب (2) وعلى ما ذكره يصل نسب المؤلف إلى الإمام الصادق (عليه السلام) باثنتي عشرة واسطة.
وقد ذكر شيخ الباحثين آقا بزرگ الطهراني نسبه بالنحو المتقدم وكأنه تبع
صفحة ١٣
صاحب الرياض. (1)
ويقول السيد الخوانساري: السيد بن زهرة الحلبي ينتهي نسبه إلى الإمام جعفر بن محمد الصادق باثنتي عشرة واسطة سادات أجلاء. (2)
نعم حكى السيد الأمين عن كتاب اعلام النبلاء «أنه قد أبقت أيدي الزمان قبر المترجم في تربته الكائنة في سفح جبل جوشن جنوبي المشهد، وبينها وبين التربة أذرع وقد كانت تلك التربة مردومة فاكتشفت في جمادى الأولى سنة 1297 وقد حاط جميل باشا ما بقي من هذه التربة بجدران حفظا لها، وقبر المترجم ظاهر فيها وعلى أطرافه كتابة حسنة الخط هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم: هذه تربة الشريف الأوحد ركن الدين أبي المكارم حمزة، بن علي، بن زهرة، بن علي، بن محمد، بن محمد، بن أحمد، بن محمد، بن الحسين، بن إسحاق بن جعفر الصادق (صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الأئمة الطاهرين )وكانت وفاته في رجب سنة 585 هرضي الله عنه- (3) وعلى ما ذكره ينتهي نسبه إلى الإمام الصادق (عليه السلام) بوسائط تسع.
وذكر العمري نسب أبي إبراهيم محمد الذي هو الجد السادس للمؤلف إلى الإمام الصادق (عليه السلام) بالنحو التالي:
أبو إبراهيم: محمد، بن جعفر، بن محمد، بن أحمد، بن الحسين، بن إسحاق، بن جعفر الصادق (عليه السلام). (4)
وقال: وكان أبو إبراهيم لبيبا عاقلا ولم تكن حاله واسعة، فزوجه الحسين الحراني، بنته خديجة المعروفة بأم سلمة- إلى أن قال:- فأمد أبا إبراهيم، الحسين الحراني
صفحة ١٤
بماله وجاهه، ونبغ أبو إبراهيم وتقدم وخلف أولادا سادة فضلاء، ولهم عقب منتشر بحلب. (1)
وقال الزبيدي في تاج العروس: بنو زهرة شيعة بحلب بل سادة نقباء، علماء، فقهاء، محدثون كثر الله أمثالهم وهو أكبر بيت من بيوت الحسين وهم:
أبو الحسن زهرة، بن أبي المواهب علي، بن أبي سالم محمد، بن أبي إبراهيم محمد الحراني وهو المنتقل إلى حلب وهو ابن أحمد الحجازي، بن محمد، بن الحسين، (وهو الذي وقع إلى حران) بن إسحاق، بن محمد (2) المؤتمن، ابن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) الحسيني الجعفري، وجمهور عقب إسحاق بن جعفر ينتهي إلى أبي إبراهيم المذكور». (3)
ولأجل التعرف على بعض الشخصيات الذين شادوا هذا البيت الرفيع نذكر شيئا من ترجمة أبيه وجده ونترك ترجمة الباقين من أجداده إلى آونة أخرى فإن الإشارة إلى حياتهم تحوجنا إلى القيام بتأليف مفرد.
1- أبوه: علي بن زهرة
قال في الرياض: وكان علي، والد السيد ابن زهرة هذا من أجلة العلماء بحلب، ويروي هو عن والده زهرة الحلبي المذكور، ويروي عنه ولده السيد ابن زهرة المذكور على ما رأيته بخط بعض الأفاضل نقله عن خط الشيخ سديد الدين يوسف والد العلامة- قدس الله سره-، وصرح بذلك محمد بن جعفر المشهدي في مزاره الكبير أيضا. وقال الكفعمي في أواخر فرج الكرب وفرج القلب: ان السيد العالم علي بن زهرة الحسيني طاب ثراه ألف في التغاير كتابا سماه آداب النفس، ومراده بالتغاير ما هو
صفحة ١٥
مصطلح علماء البديع أعني به ما سماه بعضهم التلطيف. ثم قال: واعلم ان هذا السيد وأباه زهرة وأولاده يحيى وحمزة وسائر سلسلته المعروفين، كلهم من أكابر العلماء ببلاد حلب. (1)
جده أبو المحاسن [1] زهرة
قال في الرياض: كان من أكابر العلماء بحلب، ويروي عنه ولده علي المذكور، وهو يروي عن ابن قولويه على ما رأيته بخط بعض الأفاضل نقلا عن خط الشيخ سديد الدين يوسف والد العلامة(قدس سره) وبه صرح الشيخ محمد بن جعفر المشهدي في المزار الكبير أيضا، لكنه قال: انه يروي عن الصدوق.
والسيد زهرة الحلبي هذا هو الذي ينسب إليه سبطه حمزة المعروف بالسيد ابن زهرة وسائر أولاد زهرة وبنو زهرة معروفون. [2]
ولو كان يروي عن ابن قولويه المتوفى عام 369 هأو الصدوق المتوفى عام 381 ه، فقد عاش (جد المؤلف) في العقد الثاني من القرن الرابع وأدرك سنين كثيرة من القرن الخامس.
ولعل في هذا الإلمام العابر، غنى وكفاية للقارئ في التعرف على حياة والد المؤلف وجده بوجه موجز.
صفحة ١٦
لقد ظل البيت، عامرا بالعلم والفضل، والفقه والحديث، مشعا عبر القرون، حتى بعد مضي مؤلفنا الجليل الذي عاش بين 511- 585 ومع ما أصابته من نكبات ونوائب تدمى القلوب، وتهز المشاعر في أواخر القرن السادس- على ما عرفت- فما برح البيت ساعيا في تربية نوابغ العلم وإبطال الفقه وجهابذة الحديث حتى القرن السابع والثامن وبعدهما ويكفيك ما نذكره في المقام من استجازة عدة من أعلام البيت وفقهائهم، علامة عصره وفقيه دهره الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي 648- 726، المشتهر بالعلامة على الإطلاق وهذا نص إجازته لبني زهرة نقتطف منه ما يلي قال: بعد البسملة والتحميد والمقدمة:
وبلغنا في هذا العصر، ورود الأمر الصادر من المولى الكبير، والسيد الجليل، الحسب النسيب، نسل العترة الطاهرة، وسلالة الأنجم الزاهرة، المخصوص بالنفس القدسية، والرئاسة الإنسية، الجامع بين مكارم الأخلاق، وطيب الاعراق، أفضل أهل عصره على الإطلاق، علاء الملة والحق والدين، أبي الحسن علي، [1] بن أبي إبراهيم محمد، ابن أبي علي الحسن، بن أبي المحاسن زهرة، بن أبي المواهب علي، بن أبي سالم محمد، بن أبي إبراهيم محمد النقيب، بن أبي علي أحمد، بن أبي جعفر محمد، بن أبي عبد الله الحسين، بن أبي إبراهيم إسحاق المؤتمن، ابن أبي عبد الله جعفر الصادق(صلوات الله وسلامه عليه)ابن أبي جعفر محمد الباقر(صلوات الله وسلامه عليه)ابن أبي الحسن علي بن زين العابدين(صلوات الله وسلامه عليه)ابن أبي عبد الله الحسين السبط الشهيد(صلوات الله وسلامه عليه)ابن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب-
صفحة ١٧
(صلوات الله وسلامه عليه).
نسب تضاءلت المناسب دونه
فضياؤه لصباحة في فجره
أيده الله تبارك وتعالى بالعنايات الإلهية، وأمده بالسعادات الربانية، وأفاض على المستفيدين من جزيل كماله كما أسبغ عليهم من فواضل نواله.
يتضمن سبب اجازة صادرة من العبد له ولأقاربه السادات الأماجد، المؤيدين من الله تعالى في المصادر والموارد، وأجوبة عن مسائل دقيقة لطيفة، ومباحث عميقة شريفة، فامتثلت أمره رفع الله قدره، وبادرت إلى طاعته وإن استلزمت سوء الأدب، المغتفر في جنب الاحتراز عن مخالفته، وإلا فهو معدن الفضل والتحصيل، وذلك غنى عن حجة ودليل.
وقد أجزت له أدام الله أيامه.
ولولده المعظم والسيد المكرم، شرف الملة والدين أبي عبد الله الحسين.
ولأخيه الكبير الأمجد والسيد المعظم الممجد بدر الدين أبي عبد الله محمد.
ولولديه الكبيرين المعظمين أبي طالب أحمد أمين الدين، وأبي محمد عز الدين حسن عضدهما الله تعالى بدوام أيام مولانا.
أن يروي هو وهم، عني جميع ما صنفته في العلوم العقلية والنقلية أو أنشأته أو قرأته أو أجيز لي روايته أو سمعته من كتب أصحابنا السابقين، (رضوان الله عليهم أجمعين)، وجميع ما أجازه لي المشايخ الذين عاصرتهم واستفدت من أنفاسهم. إلى آخرها. (1)
والإجازة مفصلة جديرة بالمطالعة، تعرب عن تضلع العلامة في غالب الفنون والعلوم، واتصاله المستمر بالمشايخ واستجازته عن أساتذته العلوم والحديث والفقه وقد أرخها ب25 شعبان 723.
صفحة ١٨
وهذا الثناء العاطر الذي سمعناه عن العلامة على أبناء زهرة في القرن الثامن يوقفنا على ان ذلك البيت العلوي لم يزل باقيا على ذروة العلم وكان كشجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها إلى حد نرى ان العلامة الحلي، يتواضع للمستجيز، ويعد سؤاله، أمرا صادرا منه، فإذا كان هذا حال البيت في الأثمار والإضاءة في القرن الثامن فكيف حاله في عصر المؤلف وبعده ولذلك نشير إلى شخصيات متعاصرة للمؤلف كلهم من نتاج بيته الرفيع.
أقطاب الطائفة في عصر المؤلف
1- الشريف زهرة بن علي بن زهرة بن الحسن الحسيني وهو أخو الشريف أبي المكارم مؤلفنا الجليل. قال المقريزي في خططه:
أنشد الشريف زهرة بن علي بن زهرة بن الحسن الحسيني وقد اجتاز بالمعشوق يريد الحج:
قد رأيت المعشوق وهو من المهجر
بحال تنبو النواظر عنه
أثر الدهر فيه آثار سوء
قد أدالت يد الحوادث منه
و«المعشوق» كما في معجم البلدان: قصر عظيم بالجانب الغربي من دجلة قبالة سامراء في وسط البرية عمره المعتمد. (1)
2- عبد الله بن علي بن زهرة إخوة الآخر ولد عام 531 وتوفي عام 580.
وقد قرأ النهاية على أخيه أبي المكارم، وله من التأليف، التجريد لفقه الغنية عن الحجج والأدلة، ولعله لخص كتاب أخيه «الغنية» الذي يزفه الطبع إلى القراء، وله ترجمة في غير واحد من الكتب. (2)
صفحة ١٩
3- السيد محي الدين أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة وهو ابن أخي المؤلف، ويروي عنه يحيى بن سعيد مؤلف الجامع للشرائع المتوفى عام 690 هو علي بن موسى بن طاوس المتوفى سنة 664 والمحقق الحلي المتوفى سنة 676 وقد قرأ مقنعة المفيد على عمه أبي المكارم سنة 584 وله من العمر أقل من العشرين فيكون من مواليد حوالي عام 565 هو له ترجمة في طبقات أعلام الشيعة. (1)
4- أحمد بن محمد بن جعفر الشريف النقيب أبو طالب أمين الدين الحسيني، يروى عنه السيد محي الدين أبو حامد، محمد بن عبد الله بن زهرة في «الأربعين» وابن أخي السيد أبي المكارم كما مر، وقد صرح بان الشريف خال والده عبد الله بن علي بن زهرة، والظاهر انه من السادة العلماء النقباء بحلب من بني زهرة. (2)
هؤلاء بعض الشخصيات البارزة الذين تخرجوا من هذا البيت فهم بين متقدم على المؤلف أو معاصر له أو متأخر عنه، وهناك أجلاء فقهاء نبغوا من هذا البيت عبر العصور فالقيام بترجمتهم ولو بصورة العامة عابرة يحوجنا إلى تأليف مفرد.
حياة المؤلف وأشواطه العلمية
أظن انه قد حان حين القيام بترجمة مؤلفنا الكبير أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة ترجمة تناسب التقديم.
وننقل قبل كل شيء كلمات الأعلام في حقه وأول من ترجمه هو ابن شهرآشوب (488- 588) قال:
1- حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي، له كتاب قبس الأنوار في نصرة العترة الأخيار، وغنية النزوع حسن. (3)
صفحة ٢٠
2- وقال العلامة الحلي: حمزة بن علي بن زهرة الحسيني بضم الزاي الحلبي، قال السيد السعيد صفي الدين معد (رحمه الله): ان له كتاب قبس الأنوار في نصرة العترة الأطهار وكتاب غنية النزوع. (1)
3- قال الزبيدي: فمن ولد علي، الشريف أبو المكارم حمزة بن علي المعروف بالشريف الطاهر، قال ابن العديم في تاريخ حلب: كان فقيها أصوليا نظارا على مذهب الإمامية، وقال ابن أسعد الجواني: الشريف الطاهر عز الدين أبو المكارم حمزة ولد في رمضان سنة 511 وتوفي بحلب سنة 585. (2)
4- وقال في إعلام النبلاء: الشريف حمزة بن زهرة الإسحاقي الحسني (كذا) أبو المكارم السيد الجليل، الكبير القدر، العظيم الشأن، العالم، الكامل، الفاضل، المصنف، المجتهد، عين أعيان السادات والنقباء بحلب، صاحب التصانيف الحسنة والأقوال المشهورة، له عدة كتب، وقبره بسفح جبل جوشن، عند مشهد الحسين، له تربة معروفة مكتوب عليها اسمه ونسبه إلى الإمام الصادق (عليه السلام) وتاريخ موته أيضا. (3)
5- وقال نظام الدين القرشي في كتاب نظام الأقوال: حمزة بن علي بن زهرة الحسيني، أبو المكارم المعروف بابن زهرة، عالم فاضل، متكلم من أصحابنا، له كتب:
منها غنية النزوع في الأصول والفروع، وكتاب قبس الأنوار في نصرة العترة الأطهار، ولد في شهر رمضان في سنة إحدى عشرة وخمس مائة، وتوفي سنة خمس وثمانين وخمس مائة، وروى عنه ابن أخيه محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة ومحمد بن إدريس. (4)
6- وقال الشيخ الحر العاملي: هو فاضل عالم ثقة جليل القدر له مصنفات كثيرة، ثم ذكر تأليفه التي ستوافيك. (5)
صفحة ٢١
7- وقال القاضي نور الله ما هذا خلاصته: ان السيد أبا المكارم حمزة بن زهرة كان من مجتهدي علماء الإمامية، وصاحب التصانيف الكثيرة وكان رئيسا كبيرا بحلب- ثم قال:- وكان من أفاضل المتأخرين، المناظرين ومن هذه السلسلة السيد علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي إبراهيم محمد بن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي علي الحسن- ثم ساق نسب علاء الدين إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). (1)
8- وقال العلامة المجلسي: وكتاب «غنية النزوع في علم الأصول والفروع» للسيد العالم الكامل أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني. (2)
وقال في الفصل الثاني من فهرس البحار: وكتاب الغنية مؤلفه غنى عن الاطراء وهو من الفقهاء الأجلاء، وكتبه معتبرة مشهورة لا سيما هذا الكتاب. (3)
9- وقال السيد الخوانساري: السيد أبو المكارم من كبار فقهائنا الأصفياء النبلاء، وكلما أطلق السيد ابن زهرة ينصرف الإطلاق إليه وله كتاب «غنية النزوع إلى علم الأصول والفروع» تعرض بتبيين مسائل الأصولين ثم الفقه في نحو من أربعة آلاف بيت، وهو غير «غنية» أخيه، والنزوع بضم النون بمعنى الاشتياق. (4)
10- وقال المحدث النوري: السيد عز الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي الفقيه الجليل المعروف صاحب الغنية وغيرها المتولد في الشهر المبارك سنة إحدى عشر وخمس مائة، المتوفى سنة خمس وثمانين وخمس مائة، هو وأبوه وجده وأخوه وابن أخيه من أكابر فقهائنا، وبيتهم بيت جليل بحلب. (5)
11- وقال المحدث القمي: أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي العالم الفاضل الجليل الفقيه الوجيه صاحب المصنفات الكثيرة في الإمامة والفقه و
صفحة ٢٢