الغنية فهرست شيوخ القاضي عياض
محقق
ماهر زهير جرار
الناشر
دار الغرب الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى ١٤٠٢ هـ
سنة النشر
١٩٨٢ م
تصانيف
الحديث
الهروي، وقد شاركنا في بعض شيوخنا وسمع منه الناس، وأخبرني بحكايات. واستوطن فاس وبها توفي بعد سنة خمسمائة.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي من لفظه قال؛ حدثنا أبو الحسن طاهر بن مفوز، ﵀، قال: كان أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الحاج الهواري من أهل جزيرة شقر ممن لزم القاضي أبا الوليد الباجي وتفقه عنده. فكان حسن الفهم وكان يميل إلى مذهب أبي الوليد الباجي في جواز مباشرة النبي، ﷺ، الكتابة بيده في حديث «كتاب المقاضاة في الحديبية» على ما جاء في ظاهر بعض رواياتها ويعجب به، وكنت أنكر ذلك عليه فلما كان بعد برهةٍ أتاني زائرًا على عادته وأعلمني أن رجلًا من إخوانه كان يرى في النوم أنه بالمدينة وأنه يدخل المسجد فيرى قبر النبي، ﷺ، أمامه فيجد له قشعريرة وهيبة عظيمة ثم يراه ينشق ويميد ولا يستقر فيعتريه منه فزعٌ عظيم. وسألني عن عبارة رؤياه فقلت: أخشى على صاحب هذا المنام أن يصف رسول الله، ﷺ، بغير صفته أو ينحله ما ليس له بأهل أو لعله يفتري عليه. فسألني: من أين قلت هذا؟ فقلت له: من قول الله تعالى: ﴿تكاد السموات يتفطرن منه﴾ إلى قوله تعالى ﴿ولدا﴾، فقال لي: لله درك يا سيدي! وأقبل يقبل رأسي وبين عيني ويبكي ويضحك أخرى، ثم قال لي: أنا صاحب الرؤيا واسمع
1 / 93