ونفقأ عين من حسدا
وزوج عبد المطلب ابنه عبد الله من آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، وهو يومئذ سيد بني زهرة سنا وشرفا، وكانت آمنة أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا فدخل عليها، وحملت منه برسول الله محمد
صلى الله عليه وسلم ، فلما وضعته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب، فأتاه وأخذه فدخل به الكعبة فقام يدعو الله ويتشكر له ما أعطاه، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها والتمس له الرضعاء فاسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر يقال لها حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث، فأرضعته سنتين ثم فصلته وقدمت به على أمه فكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مع أمه آمنة بنت وهب وجده عبد المطلب بن هاشم في كلاءة
63
الله وحفظه، وينبته نباتا حسنا، فلما بلغ رسول الله ست سنين توفيت أمه آمنة بنت وهب بالأبواء بين مكة والمدينة، وكانت قد قدمت به على أخواله من بني عدي بن النجار تزيره إياهم، فماتت وهي راجعة به إلى مكة، فلما بلغ رسول الله ثمان سنين توفي عبد المطلب بن هاشم وذلك بعد الفيل بثمان سنين، فلما توفي عبد المطلب بن هاشم ولي زمزم والسقاية عليها بعده العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ أحدث إخوته سنا، فلم تزل إليه حتى قام الإسلام وهي بيده، فأقرها رسول الله
صلى الله عليه وسلم
له من ولايته، وكان رسول الله بعد موت عبد المطلب عند عمه أبي طالب، فكان يلي أمر رسول الله بعد جده، وكان عبد المطلب شريف قريش وسيدها كمالا وفعالا، وكان ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية، وكان حليما حكيما جوادا عادلا، وعاش خمسا وتسعين سنة، وقيل: اثنتين وثمانين سنة، توفي ورسول الله ابن ثمان سنين، وذلك بعد الفيل بثمان سنين ودفن بالحجون
64
صفحة غير معروفة