ثم أسلم عمر بن الخطاب وحمزة عم النبي، فقوي المسلمون بهما ثم تبعهما غيرهما كثير ممن اعتز بهم الإسلام.
لقد كانت الدعوة إلى دين الله مستترة ثلاث سنين، وبعد مبعثه بثلاث سنين أمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يصدع بما يؤمر وأن يظهر الدعوة عامة، وكان قبل ذلك لا يظهرها إلا لمن وثق به فكان أصحابه إذا أرادوا الصلاة ذهبوا إلى الشعاب
22
فاستخفوا.
واختلف الناس في وقت المعراج فقيل: كان قبل الهجرة بثلاث سنين وقيل: بسنة واحدة، وأما المكان الذي أسري برسول الله فيه فقد اختلف فيه أيضا، فقيل: كان نائما في المسجد في الحجر
23
فأسري به منه، وقيل: كان في بيت أم هانئ بنت أبي طالب، وقد روى حديث المعراج جماعة من الصحابة بأسانيد صحيحة.
وكان في المسلمين قوم سبقوا إلى الإسلام لا عشائر لهم تمنعهم ولا قوة لهم يمتنعون بها فهؤلاء هم المستضعفون، وأما من كانت لهم عشيرة تمنعهم فلم تصل الكفار منهم إلى ما يريدون، وهؤلاء المستضعفون كبلال وعمار بن ياسر وسمية وخباب بن الأرت وصهيب بن سنان، والطفيل أخي عائشة لأمها وأبي فكيهة واسمه أفلح وعامر بن فهيرة وغيرهم، عذبوا في الإسلام فلم يرجع منهم أحد عن دينه.
ومن العرب قوم شديدو الأذى لرسول الله
صلى الله عليه وسلم
صفحة غير معروفة