غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية
الناشر
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
المطلب الثاني: سبب السرية:
أجمع أهل المغازي على أنَّ السبب الذي هاج هذه السرية إلى جذام هو ذلك الاعتداء السافر الذي تعرَّض له سفير النَّبِيّ ﷺ إلى هرقل وحامل كتابه إليه دحية بن خليفة الكلبي ﵁، بينما كان مقبلًا من عند هرقل الذي أجازه بمالٍ وكساه
[١] "حتَّى إذا كان بوادي من أوديتهم، يُقال له: شِنَار١، أغار على دحية بن خليفة، الهنيد بن عوص، وابنه عوص بن الهنيد الضُّلعيَّان ٢، فأصابا كل شيء كان
_________
١ اختلف في اسم هذا الوادي، ففي رواية الطبراني (المعجم:٢٠/٣٤٠) يُقال له: شنان. وفي رواية ابن هشام (سيرة: ٤/٦١٢) شنار. ولم يذكره الواقدي ولا ابن سعد، أمَّا البكري (معجم: ٢/٤٤٧) فقال: شِيَار. وقال الحموي (معجم: ٣/٣٦٦): شِنان بالكسر وآخره نون جمع شَن، وهي الأسقية والقِرَب الْخَلِقَان. وهو في كتاب نصر: شَنار - بفتح الشين وآخره راء. وقال: وهو وادٍ بالشام أغير فيه على دحية بن خليفة الكلبي لمَّا رجع من عند قيصر ... الخ.
قلت: أيضًا ربما تصحَّف الاسم مبكرًا فوقع فيه الخلاف، والله تعالى أعلم.
٢ اختلف أيضًا في اسم أبي الهنيد، ونسبته. ففي رواية ابن حجر (إصابة: ٣/٤٤١) الهنيد بن العريض. وفي الطبراني (معجم: ٢٠/٣٤٠) ابن عويص الضّبعي. وفي رواية ابن إسحاق عند ابن هشام (سيرة: ٤/٦١٢) الهُنَيْد بن عوص الضُليعي. وفي رواية ابن سعد (طبقات: ٢/٨٨) الهُنيد بن عارض، ولم ينسبه، وكذلك عند الواقدي (مغازي: ٢/٥٥٦)، وعند البكري (معجم: ٢/٤٤٧) الهنيد الصُّلعيُّ، وصليع بطن من جذام، وكذلك ذكره الشامي (سبل: ٦/١٤٤)، وقال ابن سيد الناس (عيون ٢/١٤١): عوض قيده بعض الناس عوص، وقال النمري: ليس عوض إلاَّ في حمير، أو عوض بن أرم بن سام بن نوح، وفي غيرهما عُوص.
قلت: ربما قد تصحَّف الاسم والنسبة مبكرًا، فكان الاختلاف، والله تعالى أعلم.
1 / 77