غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

بريك العمري ت. غير معلوم
44

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وقد جمع ابن حجر بين ما ذكره أهل المغازي حول قيادة زيد ابن حارثة ﵁ للسرية، وما ذكره مسلم من رواية سلمة ﵁، وكأنه - أي ابن حجر - معتبرٌ إيَّاها قصّةً واحدة١. ولو أمعنا النَّظر في الروايتين: رواية أهل المغازي، ورواية أهل الحديث، لأمكن استنباط قرائن قوية تدل على اتّحاد القصة، وأنَّ أحداثها تدور حول سرية واحدة، فمن ذلك مثلًا: - أنَّ كلتا الروايتين تشير إلى أنَّ السرية كانت موجهة لبني فزارة. - أشارت روايات أهل الحديث أنَّ قائد السرية صبَّح القوم ثُمَّ أمر بشن الغارة عليهم دون سابق إنذار٢، ووقع مثل ذلك في روايات أهل المغازي٣.

١ قال ابن حجر (فتح ٧/٤٩٨-٤٩٩، باب غزوة زيد بن حارثة) بعد أن ذكر حديث سلمة بن الأكوع ﵁: وغزوت مع زيد بن حارثة سبع غزوات يؤمره علينا - وقد تتبعت ما ذكره أهل المغازي من سرايا زيد بن حارثة فبلغت سبعًا. كما قاله سلمة، وإن كان بعضهم ذكر ما لم يذكره آخرون ... ثُمَّ ساق أسماء تلك السرايا إلى أن قال: والسابعة إلى ناس من بني فزارة ... ثُمَّ قال: ولعلَّ هذهالأخيرة مراد المُصَنِّف، وقد ذكر مسلم طرفا منها من حديث سلمة بن الأكوع. ٢ وقد جعل البيهقي هذا الحديث تحت باب جواز ترك دعاء مَن بلغته الدعوة. (السنن ٩/١٠٧) . ٣ وقع ذلك في رواية الواقدي، وابن سعد، والسبب أنهما ذكرا تفاصيل لم تذكرها الروايات الأخرى.

1 / 56