401

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

المبحث السّادس: سير الأحداث:
عسكر أُسامة بن زيد - رضي الله تعالى عنهما - بجيشه في الجرف١، الذي كان بمثابة قاعدة عسكرية للمسلمين وبخاصّة للجيوش المنطلقة إلى شمال المدينة.
وبلغ الاهتمام من رسول الله ﷺ لبعث تلك السرية، أنّه صار يُردد وهو في الرمق الأخير بأبي هو وأُمي صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم:
[٣٢] "انفذوا جيش أُسامة، انفذوا جيش أُسامة" ٢.
وذلك يدل على الأهمية القصوى، والاستراتيجية التي كان يُمَثِّلها إرسال ذلك الجيش بالنسبة للمسلمين، وهو الأمر الذي حدا بالصّدِّيق ﵁ رغم المخاطر التي كانت تُحيط بالمسلمين داخليًا وخارجيًا، أن يُسارع في بعث السرية، ويُصرّ على ذلك رغم معارضة كبار الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - له.
وتوفي الحبيب المصطفى ﷺ، فَقِيدُ الأُمّة الإسلامية، بل فَقِيد العالم بأسره، - صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، توفي وأسامة معسكرٌ بجيشه في الجرف، وذُهِل المسلمون في المدينة.

١ سبق التعريف بها.
٢ من رواية ابن سعد، عن هشام، وقد سبق تخريجها برقم: [١٤] .

1 / 483