غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

بريك العمري ت. غير معلوم
36

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

المطلب الثاني: الخلاف في سبب السرية: بالنظر إلى أقوال أهل المغازي في سبب السرية، نجد هنالك قولين: - القول الأوَّل: لابن إسحاق، الذي ذكر أنَّ سببها كان سرية بعثها رسول الله ﷺ قبل هذه السرية مباشرةً، وبقيادة زيد بن حارثة - رضي الله تعالى عنه - نفسه إلى وادي القرى: [١] "فلقي به بني فزارة١ وأصيب بها ناسٌ من أصحابه، وانفلت زيد من بين القتلى. فلمَّا قدم زيد بن حارثة، نذر أنْ لا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو فزارة"٢.

١ بفتح الزاي المعجمة: قبيلة كبيرة مشهورة من غطفان، يُنسبون إلى فزارة بن ذبيان ابن بغيض، وكانت مساكنهم بنجد، ووادي القرى. انظر: ابن قتيبة، المعارف ٨٣، القلقشندي، قلائد الجمان ١١٣. ٢ ذكره ابن سيد الناس (عيون الأثر ٢/١٤٢) عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر، من الخامسة (تقريب ٢٩٧)، كما ذكره ابن هشام (سيرة ٤/٦١٧) عن ابن إسحاق الذي ساقه بلا سند عنده نحوه. وقد ورد موصولًا من طريق آخر. فقد أخرجه أبو نعيم (دلائل٢/٥٣٤) والمحاملي (الأمالي ١٨٣ رقم: ١٥٧)، كلاهما من حديث إبراهيم بن يحيى بن محمّد بن عباد بن هانئ الشجري عن أبيه عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها، إلاَّ أنَّ فيه: "بلغ رسول الله ﷺ أنَّ امرأةً من بني فزارة يُقال لها أُم قِرفة قد جهَّزت ثلاثين راكبًا من ولدها وولد، ولدها. قالت: اقدموا المدينة فاقتلوا محمَّدًا، فقال النَّبِيُّ ﷺ: اللهم اثكلها بولدها، وبَعَث إليهم زيد بن حارثة، فالتقوا بالوادي.." ثُمَّ ذكره نحوه. قلت: سنده فيه إبراهيم بن يحيى الشجري، لين الحديث (تقريب ٩٥)، وأبوه يحيى بن محمَّدضعيف كان يتلقَّن (تقريب٥٩٦)،وفيه عنعنةابن إسحاق فسند الحديث ضعيف. وذكر الحلبي (سيرة٢/١٨١)،والزرقاني (شرح ٢/١٦٤) عن بعضهم أنَّه خبر منكر.

1 / 48