مات أو هلك في أي واد سلك قلت جعلت فداك ثم يكون ما ذا قال لا يظهر إلا بالسيف
20 حدثنا محمد بن همام قال حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن زائدة بن قدامة عن عبد الكريم قال ذكر عند أبي عبد الله(ع)القائم فقال أنى يكون ذلك ولم يستدر الفلك حتى يقال مات أو هلك في أي واد سلك فقلت وما استدارة الفلك فقال اختلاف الشيعة بينهم
وهذه الأحاديث دالة على ما قد آلت إليه أحوال الطوائف المنتسبة إلى التشيع ممن خالف الشرذمة المستقيمة على إمامة الخلف بن الحسن بن علي(ع)لأن الجمهور منهم من يقول في الخلف أين هو وأنى يكون هذا وإلى متى يغيب وكم يعيش هذا وله الآن نيف وثمانون سنة فمنهم من يذهب إلى أنه ميت ومنهم من ينكر ولادته ويجحد وجوده بواحدة (1) ويستهزئ بالمصدق به ومنهم من يستبعد المدة ويستطيل الأمد ولا يرى أن الله في قدرته ونافذ سلطانه وماضى أمره وتدبيره قادر على أن يمد لوليه في العمر كأفضل ما مده ويمده لأحد من أهل عصره وغير أهل عصره ويظهر بعد مضي هذه المدة وأكثر منها فقد رأينا كثيرا من أهل زماننا ممن عمر مائة سنة وزيادة عليها وهو تام القوة مجتمع العقل فكيف ينكر لحجة الله أن يعمره أكثر من ذلك وأن يجعل ذلك من أكبر آياته التي أفرده بها من بين أهله لأنه حجته الكبرى التي يظهر دينه على كل الأديان ويغسل بها الأرجاس والأران (2) كأنه لم يقرأ في هذا القرآن قصة موسى في ولادته وما جرى على النساء والصبيان بسببه من القتل والذبح حتى هلك في ذلك الخلق الكثير تحرزا من واقع قضاء الله ونافذ أمره حتى كونه الله عز وجل على رغم
صفحة ١٥٧