بقي منها أمر آخر؛ وهو أنه قد ورد في بعض الروايات أن أحب الألوان إلى الله تعالى البياض، فهل هو أفضل أم الصفرة.
فمنهم: من مال إلى تفضيل الصفرة على البياض.
قال الفاضل عصام الدين عند تكلمه على قوله عليه الصلاة والسلام: (عليكم بالبياض من الثياب، ليلبسها أحياؤكم، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم)(1) المخرج في ((السنن)) و((الشمائل)): إنه لم يقل خير ثيابكم لئلا يلزم تفضيل الأبيض على الأصفر، وقد علم فضله. انتهى.
ويؤيده رواية أبي داود وغيره: (لم يكن شيء أحب إلى رسول الله من الصفرة)(2).
ورواية أبي داود والنسائي ومسلم إنه لما سأل ابن عمر عن صبغه ثيابه بالصفرة قال: (رأيت رسول الله يصبغها به)(3).
والحق الذي يستفاد من كلام جمهور المحدثين هو أن البياض أفضل الألوان، والصفرة أفضلها بعده. والله أعلم.
- مسألة -
يستحب أن ينفض نعليه إذا أراد أن يلبسهما لئلا يكون فيه شيء يؤذيه.
صفحة ١٣٧