268

غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني

محقق

محمد مصطفي كوكصو

قاصعة. والمعنى: إن سقر من إحدى البلايا التي لا توجد لها نظيرة. كقولك: هند إحدى النساء في العفاف، وعليَّ أحد الرجال في العلم.
(نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (٣٦) تمييز من النسبة أي: إحدى الكبر إنذارًا، أو حال عما دلت عليه الجملة أي: كبرت منذرة.
(لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (٣٧) بدل من (للْبَشَرِ)، و(أن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) مفعولي (شَاءَ)، أو مبتدأ خبره (لمَنْ شَاءَ) أي: التقدم والتأخر ممكنان لمن شاء. كقوله: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).
(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) مصدر كالشتيمة والشريطة، ولو كان وصفًا لجرد عن التاء.
(إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩) فإنهم فكوا رقابهم بالأعمال الصالحة. وقيل: هم الملائكة، أو الأطفال. (فِي جَنَّاتٍ ... (٤٠) حال من " أصحاب اليمين "، والتنكير للتعظيم.
(يَتَسَاءَلُونَ) (عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) يسأل بعضهم بعضًا، أو يسألون غيرهم.
(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) مع جوابه، حكاية لما جرى بين المسؤول عنهم وبين المجرمين، فاختصر الكلام؛ لعدم اللبس. والسؤال عن حالهم (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) مع كونه معلومًا؛ لقصد التوبيخ، وليحكى في الكتاب لطفًا بالسامعين. ومن فسر أصحاب اليمين بالأطفال أيده بهذه السؤال؛ لأن الأطفال لا يعلمون موجب ذلك.

1 / 278