غاية المريد شرح كتاب التوحيد
الناشر
مركز النخب العلمية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م
مكان النشر
مطبعة معالم الهدى للنشر والتوزيع.
تصانيف
وَلَهُمَا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ﵁ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجَلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، يَفتحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ»، .....
•---------------------------------•
حديث سهل بن سعد أخرجه البخاري ومسلم (١).
«لأُعْطِيَنَّ» هذه جملة مؤكدة بثلاث مؤكدات: الأول: القسم المقدر، والثاني: اللام، والثالث: النون، والتقدير: والله لأعطين (٢).
«الرَّايَةَ» أي: العَلَم، وسمي راية، لأنه يُرى، وهو ما يتخذه أمير الجيش للعلامة على مكانه (٣). قال ابن القيم ﵀: «وكانت له راية سوداء يقال لها: العقاب، وفي سنن أبي داود عن رجل من الصحابة قال: رأيت راية رسول الله ﷺ صفراء وكانت له ألوية بيضاء» (٤).
«رَجَلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، يَفتْحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ» فيه اختصاص علي ﵁ دون غيره من الصحابة بهذه البشارة، مع أنهم جميعًا يحبون الله ورسوله ويحبهم الله ورسوله، وهي منقبة عظيمة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: «هذا الحديث أصح ما روي لعلي ﵁ من الفضائل» (٥).
وهل هذا لاختصاص يعني أنه أفضل الصحابة كما تقول الرافضة؟
الجواب: إن الخصوصية لا تعني الأفضلية وربما يختص بعض الصحابة ببعض المناقب ولا يكون دليلًا على أنه أفضل من غيره.
(١) صحيح البخاري (٤/ ٤٧) رقم (٢٩٤٢)، وصحيح مسلم (٤/ ١٨٧٢) رقم (٢٤٠٦). (٢) ينظر: القول المفيد (١/ ١٣٤). (٣) المرجع السابق (١/ ١٣٤). (٤) زاد المعاد (١/ ١٢٧). (٥) منهاج السنة النبوية (٥/ ٤٤).
1 / 84