غاية المريد شرح كتاب التوحيد
الناشر
مركز النخب العلمية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م
مكان النشر
مطبعة معالم الهدى للنشر والتوزيع.
تصانيف
وما سبب النَّهي عن الاستنجاء برجيع الدابة أو العظم؟
اختلف في ذلك، فقيل: لأنَّ رجيع الدواب والعظام جُعلا رزقًا للجن، والاستنجاء بهما يفسده عليهم، ولهذا جاء النهي عن ذلك (١).
ودليل هذا القول: حديث ابن مسعود ﵁ قال: قال رسول ﷺ: «لَا تَسْتَنْجُوا بِالرَّوْثِ، وَلَا بِالْعِظَامِ، فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ» (٢).
وقيل: إنَّ رجيع الدواب والعظام لا ينقيان محل النجاسة؛ لهذا جاء النهي عن الاستنجاء بهما (٣).
ودليل هذا القول: حديث أبي هريرة ﵁: «إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى أَنْ يُسْتَنْجَى بِرَوْثٍ أَوْ عَظْمٍ، وَقَالَ: إِنَّهُمَا لَا تُطَهِّرَانِ» (٤).
ويمكن الجمع بين القولين، فيقال: إنَّ النهي يشمل الأمرين جميعًا، وإن كان القول الأول أظهر وأشهر، والله أعلم.
«فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ» «أي: بريءٌ من فعله، وقاله بهذه الصيغة ليكون أبلغ في الزجر» (٥).
واعترض بعضهم على هذا التأويل، بأنه بعيد، وخلاف ظاهر الحديث؛ لأن الضمير في: «مِنْهُ» يعود إلى (مَنْ) في قوله: «مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ» (٦).
(١) ينظر: معالم السنن (١/ ٢٧)، وشرح سنن أبي داود للنووي ص (١٨٩). (٢) أخرجه مسلم (١/ ٣٣٢) رقم (٤٥٠)، والترمذي في جامعه (١/ ٣٠) رقم (١٨) واللفظ له. (٣) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص (١٣٩). (٤) أخرجه الدارقطني في سننه (١/ ٨٨) رقم (١٥٢)، وقال: «إسناد صحيح». (٥) شرح سنن أبي داود للنووي ص (١٩٢). (٦) ينظر: فتح المجيد ص (١٣٢)، وقرة عيون الموحدين ص (٦١).
1 / 121