لا أدري أينا المسكين في هذا البيت؟ لم يعد هذا بيتنا، ولم أعد أعرف ماذا أصنع (يلتفت إلى فريدة ويواجهها)
لا تظني أن السجن وحده هو الذي يسحق الروح، أوه! لا.
فريدة (مقبلة عليه ولكن بشيء من الاحتشام) :
أصحيح هذا يا سيدي؟
فؤاد (مستغربا شكها) :
صحيح، كل الصحة، ألا تحسين دنياي المتحجرة؟ أتظنين جدران السجن أكثف مما يحيط بي، هنا، في بيتي؟! إن حولي سورا من النار، من العذاب، في حيثما أمد يدي أشعر بكي النار، وفي حيثما أتلفت يلفحني سعيرها. أوه! السجن! (باستخفاف)
ما السجن؟ عزلة، بعد عن المنغصات، راحة من المتعبات، ارتفاع التكاليف، انتفاء التعبات، اطراح الهموم، إجازة من الحياة، هذا هو السجن. (يتمشى ويضبط نفسه)
ولكنك لا ينقصك أن تحملي همومي أيضا، تعالي حدثيني عن نفسك، قولي كيف تجدين الحياة بعد خروجك.
فريدة (منساقة مع التيار) :
أنا؟ إن الدنيا منذ خروجي تبدو لي جديدة، إلا أنها مرعبة، وكثيرا ما تنازعني نفسي أن أطلق صيحة في الهواء، صيحة طويلة قوية، وأن أثب وأقفز من فرط سروري بالخلاص وفرحي بالحرية الجديدة.
صفحة غير معروفة