غريب القرآن لابن قتيبة
محقق
أحمد صقر
الناشر
دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)
وكأن "سَنةً" من المنقوص: وأصلها: "سَنْهَةٌ". فَمَن ذهب إلى هذا قرأها - في الوصل والوقف - بالهاء: "يَتَسَنَّهْ".
قال أبو عَمْرو الشّيباني (١) "لم يَتَسَنَّهْ": لم يتغير؛ من قوله: ﴿مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾ (٢)؛ فأبدلوا النون من "يَتَسَنَّنْ" هاء. كما قالوا: تَظَنَّيْتُ (٣) وَقَصَّيْتُ أظفاري، وخرجنا نَتَلَعّى (٤) . أي نَأْخُذ اللّعَاع. وهو: بقل ناعم.
﴿وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ﴾ أي: دليلا للناس، وعَلَما على قُدرتنا. وأضمر "فَعلْنا ذلك" (٥) .
(كَيْفَ نُنْشِرُهَا) بالراء، أي: نحييها. يقال: أنشرَ الله الميت فنَشَر.
وقال: ﴿ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ﴾ (٦) ومن قرأ ﴿نُنْشِزُهَا﴾ بالزاي، أراد: نحرك بعضها إلى بعض ونزعجه (٧) . ومنه يقال: نَشزَ الشيءُ، ونَشَزَتْ المَرْأةُ على زوجها.
(١) قول أبي عمرو في اللسان ١٧/٣٩٧.
(٢) سورة الحجر ٢٦، ٢٨، ٣٣.
(٣) في اللسان ١٧/١٤٤ عن أبي عبيدة: "تظنيت من ظننت، وأصله تظننت، فكثرت النونات، فقلبت إحداهما ياء، كما قالوا: قصيت أظفاري والأصل: قصصت أظفاري".
(٤) في اللسان ١٠/١٩٥ "كان في الأصل نتلعع، مكرر العينات، فقلبت إحداهما ياء، كما قالوا: تظنيت من الظن".
(٥) في معاني القرآن للفراء ١/١٧٣ "إنما أدخلت فيه الواو لنية فعل بعدها مضمر، كأنه قال: ولنجعلك آية فعلنا ذلك، وهو كثير في القرآن ". وقال الطبري ٥/٤٧٣ "ولنجعلك آية للناس؛ أمتناك مائة عام ثم بعثناك ... وكان بعض أهل التأويل يقول: كان آية للناس بأنه جاء بعد مائة عام إلى ولده وولد ولده - شابا وهم شيوخ".
(٦) سورة عبس ٢٢.
(٧) عبارة الطبري ٥/٤٧٦ "كيف نرفعها من أماكنها من الأرض فنردها إلى أماكنها من الجسد".
1 / 95