بعده، فيورد الألفاظ المبدوءة بالحرف الواحد مختلطة في غير نظام والتفسير لغوي يكاد يكون خالصًا، فالنزهة مختصرة، تقع في ٢٣٠ صفحة من القطع الصغير (مثل كتب الجيب) والألفاظ تفسر تفسيرًا سريعًا مختصرًا، لا ترد فيه أسماء اللغويين ولا المفسرين ولا الشواهد. وقد أعجب به الباحثون، واعتبروا مؤلفه " أجاد فيه" فنظمه مالك بن المرحل المالقي (٦٩٩هـ) وألف أبو العباس أحمد بن عبد الجليل التدميري (٥٥٥هـ) كتابًا في شرح شواهده.
وذكر ياقوت وابن خلكان أن كتاب القيسي - من أهل القرن الخامس – المسمى "مشكل غريب القرآن" كان في ثلاثة أجزاء، ومنذ سنوات أصدر يوسف عبد الرحمن المرعشلي كتابًا منسوبًا إلى القيسي باسم"العمدة في غريب القرآن"، مرتبًا على القرآن، ويقال إنه مختصر من كتاب مشكل الغريب، ولكن الدكتور أحمد فرحات يشك في نسبة الكتاب.
وبقى كتاب الراغب المسمى "المفردات في غريب القرآن" وطبع بالمطبعة الميمنية عام ١٣٢٤هـ ثم أعيد طبعه. وقد قدم الراغب بين يدي كتابه مقدمة طويلة، ذكر فيها بعض رسائله عن القرآن، وأهمية معرفة ألفاظه، وتعرض لمنهجه في كتابه، فقال: "وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتاب مستوفى فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجي فنقدم ما أوله الألف ثم الباء، على ترتيب حروف المعجم، معتبرًا فيه أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد، والإشارة فيه إلى المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقات، حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب. وإذن فقد حاول فيه الاستيفاء والتوسع، والترتيب بحسب الحروف الأصلية للألفاظ، بالتدرج من أولها إلى آخرها، وكان هذا الترتيب أيسر ترتيب وصل إليه العرب، وأعجبوا به كل إعجاب، ولكن اختل عند المؤلف بعض الأبنية، وهي الثنائي المقصور
1 / 7