منه المختصر والمفصل المستخرج منه الملخص في الصورة الاولى وهو تاريخ الطبري بمرأى من الناس ومسمع منهم بخلاف الغارات فانه كما يؤخذ بالتتبع كان من زمن قديم أعز من الكبريت الأحمر والغراب الأعصم، مضافا إلى أن ابن الأثير كانت أهليته لاختصار تاريخ الطبري وصلاحيته لتلخيص ذلك الأثر معلومة للناس وثابتة عندهم كما عبر نفسه في الكامل عن هذا المعنى بهذه العبارة: «ولم أكن كالخابط في ظلماء الليالي ولا كمن يجمع الحصباء واللآلي». بخلاف قائل هذه العبارة فانه لم يعرف نفسه ولم يذكر اسمه حتى يخرج عن حد المجهولية فضلا عن أن يثبت أهليته للأمر وصلاحيته له مع فروق اخر في البين يعرفها المتدبر الماهر.
وها أنا أذكر نظيرين للأمر حتى يكون الكتاب ثالثا لهما وتعلم أن: ليس هذا بأول قارورة كسرت في الإسلام.
1- قال ناسخ تفسير العياشي في مقدمته ما نصه:
«إني نظرت في التفسير الذي صنفه أبو النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي باسناده ورغبت إلى هذا وطلبت من عنده سماع من المصنف أو غيره فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو اجازة منه حذفت منه الاسناد وكتبت الباقي على وجهه ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه ...».
وقال المجلسي (رحمه الله) في أوائل الفصل الثاني من فصول مقدمة البحار معترضا عليه ما نصه (ج 1؛ ص 12 من الطبعة الاولى):
«كتاب تفسير العياشي رأينا منه نسختين قديمتين لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار وذكر في أوله عذرا هو أشنع من جرمه».
2- في آخر نسخة مقتل الحسين لأبي المؤيد موفق بن أحمد المكي المعروف بأخطب خطباء خوارزم ما نصه (ج 2؛ ص 257- 258):
«وفرغ من نقله محمد بن الحسين العميدي النجفي الحسيني في سنة تسعمائة وست وثمانين في قزوين، وكتب على هذه النسخة محمد المهدي بن علي بن يوسف ابن عبد الوهاب بن محمد علي بن صدر الدين بن مجد الدين بن إسماعيل (فساق نسبه
صفحة ٧٨