اليه، حيارى عن الحق (1) لا يبصرونه، وموزعين بالكفر والجور لا يعدلون به، جفاة عن الكتاب، نكب عن الدين، يعمهون في الطغيان، ويتسكعون (2) في غمرة الضلال، ف أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل (3) وتوكلوا على الله وكفى بالله وليا (4) وكفى بالله نصيرا (5) .
قال: فلم ينفروا ولم ينتشروا، فتركهم أياما حتى أيس من أن يفعلوا، فدعا رءوسهم ووجوههم فسألهم عن رأيهم وما الذي يثبطهم (6) ، فمنهم المعتل ومنهم المنكر (7) وأقلهم النشيط فقام فيهم ثانية فقال:
عباد الله ما لكم إذا أمرتكم أن تنفروا اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة (8) ثوابا؟! وبالذل والهوان من العز خلفا؟! أو كلما ناديتكم الى الجهاد
صفحة ٣٥