ولكن لم يكن هناك بين الحاضرين، حتى أشدهم اتصالا بين الاثنين، من يعتقد أنه سوف يجيء اليوم الذي تهز فيه السيدة بيسي واليس الجميلة إمبراطورية بأسرها، وتحدث أزمة حادة تصبح حديث العالم بأسره.
مقابلة البلاط
وانفصل سبنسر عن زوجته في عام 1925، وكما لم يحدث زواجهما ضجيجا، كذلك انفصالهما مر بسكون.
وتزوج المستر سبنسر بسرعة.
أما مسز سبنسر التي عادت فأصبحت مسز وارفيلد، فقد انتظرت أعواما ثلاثة تزوجت على إثرها المستر سمبسون، الذي قابلته في أثناء سفرها من أمريكا إلى لندن.
وكان المستر سمبسون زوجها الثاني كندي الأصل، إلا أنه قضى معظم حياته في لندن؛ ولذلك استقر الزوجان؛ المستر والمسز سمبسون، في لندن.
وحدث بعد هذا ما يحدث دائما، فقدمت المسز سمبسون إلى البلاط الملكي، وانحنت أمام الملك جورج الخامس، ثم انحنت أمام الملكة ماري، وتقابلت نظراتها - للمرة الثانية - مع نظرات ولي العهد، ولكنها كانت مقابلة بين النظرات لم يدرك لها معنى غير النجوم، وغير الأقدار الساخرة.
والحق أن أحد الاثنين؛ ولي العهد أو المسز سمبسون، لم يشعر بأقل تأثير بعد المقابلة الأولى والثانية، ولم يكن هناك من يظن أن تلك الأمريكية الحسناء، التي لم يمض على قيامها من أمريكا غير أيام قليلة، سوف تلعب بعد ذلك دورا في حياة ملك إنجلترا وإمبراطور الهند.
ومرت في ثوبها الأبيض الطويل، وأخذت عيناها، بما يكتنفهما من غموض، وما ينتاب لونهما من تغيير؛ فهما تارة في لون الرماد، وتارة في لون البحر الأزرق، وأخرى في لون الزرع الأخضر؛ نقول: إن عينيها أخذتا في البحث عن عمتها العجوز بيسي التي كانت تقطن واشنجتون، حتى عثرت عليها على ضفاف التاميز، فسعدت بلقائها.
المقابلة الكبرى
صفحة غير معروفة