ولكن البلاد ما لبثت أن ثارت ضد حكم ماري ولورد بوثول بتحريض النبلاء واتحادهم، وشبت الحرب الأهلية، فهزم فيها بوثول واضطر إلى التسليم. وقد طلب منه النبلاء أن يغادر اسكتلندا في الحال، فخضع لأمرهم على أن تظل زوجته الملكة على عرشها، وسافر بوثول إلى بلاد النرويج حيث قبض عليه، وأرسل من هناك إلى كوبنهاجن عاصمة الدانيمرك ، وألقي به إلى غياهب السجن.
أما الملكة، فإن النبلاء بعد أن أمنوا شر زوجها المحارب أمروا بالقبض عليها، وسجنوها في قلعة لوك ليفن، بعد أن وقعت وثيقة بالتنازل عن العرش لابنها الصغير جيمس. وفي عام 1568، تمكنت ماري من الهرب من سجنها بمساعدة بعض أنصارها، وجمعت جيشا صغيرا، ولكنها ما لبثت أن هزمت، فاضطرت إلى الهرب إلى إنجلترا، ووضع نفسها تحت حماية اليصابات ملكة إنجلترا، ولكنها كانت كالمستجير من الرمضاء بالنار، فإن اليصابات كانت شديدة البغض لها؛ لأنها تعرف أنها صاحبة الحق الأول في عرش إنجلترا الذي تتبوءه هي، ولما كان ينقل إليها كثيرا من أن ماري تتطلع إلى هذا العرش وتنوي أن تضمه إلى عرش اسكتلندا في يوم ما.
ولذلك قبض على ماري، ملكة اسكتلندا، بمجرد دخولها في حدود إنجلترا، وظلت مدة 19 عاما تنقل من سجن إلى آخر.
وقد وجدت لها بعض الأنصار في إنجلترا، فأخذوا يدبرون فرارها من السجن، وأخيرا في عام 1586، اكتشفت مؤامرة واسعة النطاق دبرها أحد أنصار قضيتها، واسمه بابنجتون، فقدمت الملكة إلى المحاكمة بتهمة اشتراكها في المؤامرة.
وأنكرت الملكة أثناء المحاكمة اشتراكها في المؤامرة، كما أنها لم تعترف بهيئة المحكمة التي تنظر قضيتها، ولكن المحكمة أدانتها وحكمت عليها بالإعدام، فنفذ فيها الحكم يوم 8 فبراير من عام 1587، واطمأنت اليصابات قليلا على عرشها.
أما اللورد بوثول، فقد بقي في سجنه هو الآخر حتى جن ومات في 14 أبريل من عام 1578.
وقد تولى ابن ماري عرش إنجلترا واسكتلندا فيما بعد باسم جيمس السادس في اسكتلندا، وجيمس الأول في إنجلترا، فكان في ذلك العزاء بلا ريب لوالدته وهي في قبرها.
جلالة الملك جورج السادس والملكة اليصابات
أول مقابلة
في عام 1905 كان الملك إدوارد السابع يحكم إنجلترا، وكانت إنجلترا التي يحكمها تتميز بروح المرح التي تسود أهلها؛ فقد كان الملك هو الآخر مرحا، وكان يسمح لنفسه بشيء كثير من الحرية، ولكن دون أن يقلل ذلك من الاحترام الذي يحتفظ به ويظهره في كل مناسبة للملكة إلكسندرا.
صفحة غير معروفة