فصاحت وهي تطلب منه أن يوضح أفكاره: إنك تعني أنه سيعتبر ابنا غير شرعي، أليس كذلك؟
فقال السكرتير: نعم، هذه هي الحقيقة يا مولاتي، ولن يكون جزاؤه غير ذلك.
وهنا قال بوثول: وما دام الأمر كذلك، فهذا ما يعود بنا إلى طريقة الإسكندر، فما دامت الأصابع لم تفلح في حل العقدة وجب استعمال السكين في قطعها.
إذ ذاك ارتعدت الملكة وانكمشت في ملابسها، فانحنى إليها لثنجتون وخاطبها بعطف ولطف متمتما: دعي لنا الأمر يا مولاتي، وسنجد الوسيلة لتخليص جلالتك من ذلك الأحمق دون أن نمس شرفك، أو نلحق الضرر بحقوق ولدك.
وأخذت الملكة تنظر إلى وجه كل واحد منهم وكأنها تود لو تمكنت من قراءة أفكاره، ثم ما لبثت أن أعادت نظرها إلى نار المدفأة وتحدثت بسكون فقالت: أرجو ألا تصنعوا شيئا يمس شرفي ولا يرضاه ضميري.
ثم أردفت بلهجة من تؤكد كل كلمة تقولها: بل إنني أرجوكم أن تدعوا الأمر حتى يقضي فيه الله بما يريد.
ونظر لثنجتون إلى الاثنين الآخرين ونظرا إليه، ثم فرك يديه بسكون وقال: ثقي بنا يا مولاتي، وسنحل المسألة بشكل يرضيك ويوافق عليه البرلمان!
ولم تجب الملكة على هذا الطلب؛ ولذا فقد أرضاهم أن يجدوا في سكوتها دليلا على موافقتها، وأسرعوا ثلاثتهم إلى الاجتماع باثنين آخرين هما: جنتلي وبلفور، واتفق الخمسة على إهلاك دارنلي، زوج الملكة، الذي كانوا يطلقون عليه اسم «الأحمق الصغير، والطاغية المتكبر».
وقبل عيد الميلاد أصدرت الملكة أمرها بالعفو عن سبعين شخصا من المتهمين بالاشتراك في مقتل الذين قست في الحكم عليهم من قبل لما ثبتت عليهم تهمة الاشتراك.
وقد رأى العالم في ذلك العفو مظهرا جميلا من مظاهر الإحسان والعطف الملكي على الرعايا، وأثنى على ملكة اسكتلندا، ولم يعرف غير قلائل أن هذا العفو لم يكن غير الثمن الذي تدفعه الملكة مقابل تخليصها من زوجها دارنلي؛ مما يدل على موافقتها التامة على أن العقدة التي لا يمكن حلها يجب قطعها.
صفحة غير معروفة