وارتفعت بعد ذلك أصوات هتافهم في الفضاء ابتهاجا بإتمام عملهم، وبجريمتهم الفظيعة، وكانوا يصيحون: فليحيا الملك بطرس.
وكانوا يقصدون بطرس قرة جورجفش الذي خلف الملك إسكندر على العرش.
وكأن القتلة قد ثملوا بخمر الجريمة، فأخذوا يجوبون أنحاء القصر وينتقلون من غرفة إلى أخرى وهم يصيحون ويرقصون ويهتفون بأعلى أصواتهم، ويحطمون كل ما يقع تحت أيديهم من الأواني النفيسة، أو القدور الفنية الغالية، وحطموا بالفأس فراش الملكين.
واستمروا في أعمالهم المنكرة، وخاصة بعد أن شربوا خمرا من القصر، فأخذوا يقتلون جميع الموالين للملك من وزراء وضباط، وكان من بين من قتلوا أكثر أقارب دراجا، ويقال: إن سفير النمسا لما وجد أن المسألة قد خرجت عن حدها؛ هدد القتلة بزحف الجيش النمسوي على بلغراد في الحال إذا لم يكفوا عن فظائعهم، وكان لهذا التهديد أثره؛ فامتنعوا عن القتل قرب الفجر فقط!
وبقيت جثتا الملكين إسكندر ودراجا في حديقة القصر ساعات طويلة والمطر يهطل عليهما، وقد تمزقت ملابس النوم فكشفت عن أجزاء كثيرة من جسميهما، حتى حضر سفير الروسيا بنفسه وأمر بإدخالهما إلى القصر.
هنري الثامن وزوجاته الست
الملك ذو اللحية الزرقاء
الملك المزواج: هنري الثامن.
يعد الملك هنري الثامن من ملوك إنجلترا العظام الذين خدموا بلادهم بإخلاص، وعملوا على رفعة شأنها، ولكنه على الرغم من حبه لبلاده وتفانيه في العمل لمصلحتها، وعلى الرغم من التقدم الذي وصلت إليه إنجلترا في عهده، فإن الكتاب حتى من أبناء جنسه لا يرحمونه إذا جلسوا لكتابة سيرة حياته، فذكروا حوادث زواجه وطلاقه، وإعدامه لزوجاته المتعددات، حتى إن كثيرا منهم لقبوه باسم الملك ذي اللحية الزرقاء، نسبة إلى بطل الأسطورة القديمة المشهورة الذي كان يصيد النساء ثم يقتلهن بعد أن ينال منهن كل ما يريد.
كاترين أراجون
صفحة غير معروفة