70

غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات

محقق

دكتور محمد زغلول سلام، دكتور مصطفى الصاوي الجويني

الناشر

دار المعارف

مكان النشر

القاهرة

الفصل الرابع فيما يتعلق بوصف الأنهار وذكر ما قيل من التشبيه في المراكب ومن جيد ما قيل في ذلك قول بعضهم: تجولُ على لجِّ تيارها ... من الخيل دهمٌ بلا أبلقِ زبازبُ تحكي إذا ميزتْ ... عقاربَ تسعى على زئبقِ وأحسن منه قول من قال: كأنها في غامرِ الأمواج ... عقاربٌ دبتْ على زجاج وأخذتُ من هذا المعنى وزدتُ عليه فقتل في صفة نيل مصر: فكم حاكةٍ تجري عليه ورومسٍ ... وكم من عشارِيّ عليه وقارب كفرخِ زجاجٍ أزرقٍ متجعدٍ ... جرتْ فوقه للخوفِ سودُ عقاربِ وقال ابن حمديس يصف سفينةً: طيارةٌ ولها فرخانِ وا عَجَبا ... إذا لا تزقهما حتى يزقاها كأنهما البحرُ عينٌ وهي أسودها ... بسبحها فيه والعبرانِ جفناها وهو مأخوذ من قول السلامي: وميدانٍ تجولُ به خيولٌ ... تقودُ الدارعينَ ولا تقادُ ركبتُ به إلى اللذاتِ طرفًا ... له جسمٌ وليسَ له فؤادُ جرى فظننتُ أنَّ الأرضَ وجهٌ ... ودجلةَ ناظرٌ وهو السوادُ

1 / 72