قال الآلوسي ( رحمه الله ) :

المقصد السابع

في بيان ما يدل على بطلان مذهب الشيعة

وهي أما دلائل نقلية أو عقلية ، أما النقلية فآيات وأحاديث(¬1) وآثار عن الأئمة .

[ الآيات القرآنية ]

وأما الآيات فمنها قوله تعالى : { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما } .[ الفتح : 29 ] ، قال العلماء : هذه الآية ناصة على أن الرافضة كفرة ؛ لأنهم يكرهونهم ، بل يكفرونهم ، والعياذ بالله تعالى(¬2) .

صفحة ٢٠

ومنها قوله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا } [ الحشر : 10 ] ، وهم الصحابة وأمهات المؤمنين ، ومن تبعهم بإحسان ، ومن كان في قلبه غل فهو خاسر مثبور ، ومن صفا قلبه من شوائب الغل فهو فائز مسرور(¬1) .

ومنها قوله تعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } [ النساء : 115 ] والمؤمنون وقت نزول الآية هم الصحابة ، والرافضة اتبعوا غير سبيل المؤمنين ، ووافقوا هوى أنفسهم .

ومنها قوله تعالى : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا } ، [ النور : 55 ] وهؤلاء هم الصحابة ، كما سبق ذلك في مباحث الإمامة ، فمن خالفهم وعاداهم فهو في ضلال ، وفي هذه الآية دلالة أيضا على أن الشيعة ليسوا من اتباع الأمير كرم الله تعالى وجهه ، فإنه كان من الذين وعدهم الله تعالى بما ذكر في الآية ، والشيعة يزعمون أن الأئمة كانوا خائفين منافقين .

ومنها قوله تعالى: { الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور } [ الأحزاب : 43 ] فالمخاطب بهذه هم الصحابة ومن اقتدى بهم .

صفحة ٢١

ومنها قوله تعالى : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [ المائدة : 44 ] والرافضة قد حكموا بغير ما أنزل الله ؛ حيث ضللوا الصحابة وكفروهم ، وقد حكم الله تعالى [ 119/أ] بفوزهم وبرضائه عنهم ، وأنه : { وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها } [ الفتح : 26 ].

ومنها قوله تعالى : { فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها } [ الفتح : 26 ] والمراد بهم الصحابة (¬1) ، فمن زاغ عنهم ومال عن طريقهم هلك ، والرافضة يعتقدون أن مخالفتهم عبادة ، ومضاددتهم عين تقواهم .

[ الأحاديث النبوية ] :

وأما الأحاديث فمنها ما أخرجه الدارقطني عن علي كرم الله تعالى وجهه قال : (( قال لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : يا أبا الحسن أما أنت وشيعتك ففي الجنة ، وان قوما يزعمون أنهم يحبونك يصغرون الإسلام ثم يلفظونه يمرقون منه كما يمرق السهم من كبد القوس لهم نبز يقال لهم الرافضة ، فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون )) (¬2) .

صفحة ٢٢

ومنها ما أخرجه أيضا عن علي كرم الله تعالى وجهه عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : (( سيأتي بعدي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة ، فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون )) (¬1) ، وفي رواية : (( قلت : يا رسول الله ما العلامة فيهم ؟ قال : يفرطونك بما ليس فيك ويطعنون على السلف )) (¬2) ، ومن طريق آخر زاد فيه : (( وينتحلون حبنا أهل البيت وليسوا كذلك ، وآية ذلك أنهم يسبون أبا بكر وعمر )) (¬3) .

ومنها ما أخرجه الطبراني والبغوي(¬4) عن علي كرم الله تعالى وجهه أنه قال : (( قال لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : يا علي عمل إذا فعلته كنت من أهل الجنة ، سيكون بعدي أقوام يقال لهم الرافضة إذا أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون ، قال علي قلت : ما علامة ذلك ؟ قال : إنهم يسبون أبا بكر وعمر )) (¬5) .

صفحة ٢٣

ومنها ما أخرجه الطبراني والحاكم والمحاملي(¬1) عن عويم بن ساعدة (¬2) قال : (( قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : إن الله اختارني ، واختار لي أصحابا ، وجعل فيهم وزراء وأنصارا وأصهارا ، فمن سبهم فليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا )) (¬3) .

صفحة ٢٤