وكذا رموا بالتشيع أبا عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرزاق، وأبا حاتم الرازي، وابنه عبد الرحمن، وغيرهم ممن لا ريب بتسننه من علمائهم، لروايتهم بعض فضائل آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنايتهم بها في الجملة، وما ذلك إلا ليحصل الردع بحسب الإمكان عن رواية مناقبهم وتدوينها، وإذا صحح قسما منها زاد طعنهم فيه وفي روايته، مع أن طريقتهم التساهل في باب الفضائل، لكن في فضائل أعداء أهل البيت عليه السلام !!!
فظهر مما ذكرنا لكل متدبر أن جميع ما روي في مناقب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذا مثالب أعدائهم حق لا مرية فيه، ولا سيما مع روايته عندنا، وتواتر الكثير منه، فيكون مما اتفق عليه الفريقان وقام به الإسنادان، بخلاف ما روي في فضائل مخالفي أهل البيت، فإنه من رواية المتهمين بأنواع التهم، ولو كان له أقل أصل لتواتر البتة لوجود، المقتضي وعدم المانع، بعكس فضائل آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا سيما مع طلبهم مقابلة ما جاء في فضل أهل البيت عليه السلام فيكون كذبا جزما، ولولا خوف الملال لأطنبنا في المقال، وفيما ذكرناه كفاية لمن أنصف وطلب الحق.
- ... - ... -
صفحة ٨