قال ابن حجر في تهذيب التهذيب بترجمة علي بن رباح: قال المقرئ: كان بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه، فبلغ ذلك رباحا فقال: هو علي مصغرا، وكان يغضب من علي ويحرج على من سماه به. وقال الليث: قال علي بن رباح: لا أجعل في حل من سماني علي فإن اسمي علي.
ونقل ابن أبي الحديد (¬1) عن أبي الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب (الأحداث): أن معاوية كتب نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيته ... إلى أن قال ما حاصله: وكتب إلى عماله أن يدعوا الناس إلى الرواية في فضل عثمان والصحابة والخلفاء الأولين، وأن لا يتركوا خبرا يروى في علي إلا وأتوه بمناقض له في الصحابة، وقرئت كتبه على الناس وبذل الأموال، فرويت أخبار كثيرة في مناقبهم مفتعلة، فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى تعلموه كما يتعلمون القرآن، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة، وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراءون والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك، فيفتعلون الأحاديث ليحظوا عند ولاتهم ويصيبوا الأموال، حتى انتقلت تلك الأخبار إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان، فقبلوها ورووها.
ثم قال: وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر.
ولهذه الأمور ونحوها خفي جل فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، وإن جل الباقي عن الإحصاء، ونأى عن العد والاستقصاء، وليس بقاؤه إلا عناية من الله تعالى بوليه والدين الحنيف، ويشهد لإخفائهم فضائله ما رواه البخاري عن أبي إسحاق (¬2) قال: سأل رجل البراء وأنا اسمع أشهد علي بدرا؟ قال: بارز وظاهر.
صفحة ٦