133

والحاصل أنها لا ترد الرواية بالتفرد، إلا إذا كانت مما شأنه أن لو كان لاشتهر، ولكن الحقيقة التي لا ريب فيها أن الأحاديث في فضائل علي ليست مما شأنه أن لو كان رواه أنس مثلا، لاشتهر عنه من طريق الرواة المختلفين في المذهب، بل هو مما من شأنه أن يكتم، إما خوفا، وإما حسدا، وإما تعصبا لغير علي عليه السلام من الصحابة، فأسباب الكتم متوفرة رغبة ورهبة حتى صارت رواية الفضائل في علي عليه السلام أقرب إلى أن تكون فيمن رواها، دليل الإيمان الراسخ والعزيمة القوية، من نصرة الحق وأهله.

قال السيد عبد الله بن الهادي الحسن بن يحيى في حاشية كرامة الأولياء في شرح حديث أحمد بن حنبل بسنده:، عن أبي هارون العبدي، ومطر الوراق: (( تملأ الأرض جورا وظلما فيخرج رجل من عترتي )). الحديث.

قال: وأما مطر الوراق، فهو مطر بن ميمون المحاربي الإسكاف، الزيدي الثقة، العباد النحرير ، أخبر الدوانيقي أنه رأي هو وبشير يدخلان على إبراهيم بن عبد الله بالسلاح، فقال: ما كنت أظن الصوم أبقى منهما ما يحملان به السلاح. ثم ذكر السيد عبد الله أن مطرا روى الأحاديث التي نقلتها آنفا من ميزان الذهبي، ثم قال السيد عبد الله: قال الذهبي: موضوعة باطلة، المتهم بها مطر، فإن عبيد الله شيعي ثقة.

قال السيد عبد الله: قلت: مطر من الثقات الزهاد، والشيعة الخلص، ولم يتفرد بهذه الأحاديث، بل قد توبع عليها.

وأما الجزم بوضعها، فهو الخرق العظيم والبهتان، وما مستندهم إلا مخالفتها لما تقرر عندهم من الزخارف المموهة، والقواعد الباطلة، والأخبار الكاذبة، ولا يلام الذهبي على هذا، فالعدو يرمي عدوه بأكثر من هذا.

صفحة ١٣٣