ومنهم (ابن حزم) وهو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، قال ابن خلكان في ترجمته من وفيات الأعيان: كان كثير الوقوع في العلماء المتقدمين، لا يكاد أحد يسلم من لسانه، فنفرت منه القلوب، واستهدف لفقاء وقته، فتمالئوا على بغضه وردوا قوله، واجتمعوا على تضليله وشنعوا عليه... إلى أن قال: وفيه قال العباس بن العريف: لسان ابن حزم وسيف الحجاج بن يوسف شقيقان. مضافا إلى أنه كان شبيها بابن تيمية في شدة النصب لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذا كان يستشهد بأقواله في نقص أمير المؤمنين عليه السلام وإمام المتقين، كما يعرف شدة نصبه من له إلمام بكتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل).
ومنهم (الذهبي) صاحب كتاب (ميزان الاعتدال) محمد بن أحمد بن عثمان، فإنه كان ناصبيا ظاهر النصب لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بين التعصب على من احتمل فيه ولاء أهل البيت عليهم السلام، كما يشهد به كتابه المذكور، فإنه ما زال يتحامل فيه على كل رواية في فضل آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى رواتها، وكل من أحس منه حبهم، وقد ذكر هو في تذكرة الحفاظ الحافظ بن خراش وأطراه في الحفظ والمعرفة، ثم وصفه بالتشيع واتهمه بالرواية في مثالب الشيخين، ثم قال مخاطبا له وسابا إياه بما لفظه: (( فأنت زنديق معاند للحق، فلا رضي الله عنك، مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين بعد المائتين ))، وما رأيناه قال بعض هذا فيمن سب أمير المؤمنين عليه السلام ومرق عن الدين، بل رأيناه يسدد أمره ويرفع قدره، ويدفع القدح عنه بما تمكن، كما هو ظاهر لمن يرى يسيرا من ميزان الاعتدال، وقد نقل السيد الأجل السيد محمد بن عقيل في كتابه (العتب الجميل /113) عن السبكي تلميذ الذهبي أنه وصف شيخه الذهبي بالنصب ، ونقل أيضا عن المقبلي قوله من قصيدة:
وشاهدي كتب أهل الرفض أجمعهم
والناصبين كأهل الشام كالذهبي
ولنكتف بهذا القدر من ذكر علماء الجرح والتعديل، المطعون فيهم بالنصب واتباع الهوى ونحوهما، فالعجب ممن يستمع لأقوالهم ويصغي لآرائهم، ويجعلهم الحجة بينه وبين الله تعالى في ثبوت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله!!!
صفحة ١٣