125

وقال المؤلف في العلل - أي ابن الجوزي - روى أبو بكر بن مردويه، قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري، حدثنا محمد بن أحمد الواسطي، حدثنا إسحاق بن الصيف، حدثنا محمد بن يحيى المازني، حدثنا سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم الجدلي، عن عليم الكندي، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( أول هذه الأمة ورودا علي الحوض أولها إسلاما علي بن أبي طالب )). ثم قال محمد بن يحيى: منكر الحديث. انتهى.

والعجب من المصنف - يعني ابن الجوزي - أنه قال في العلل باب فضل علي بن أبي طالب: قد وضعوا أحاديث خارجة عن الحد، ذكرت جمهورها في كتاب الموضوعات، وإنما اذكر هاهنا ما دون ذلك، ثم أورد هذا الحديث وهذا يدل على ( أن ) متنه غير موضوع، فكيف يورده في الموضوعات ؟! وقد عاب عليه الحافظ ( كذا ) هذا الأمر بعينه، فقالوا: إنه يورد حديثا في كتاب الموضوعات ويحكم بوضعه، ثم يورده في العلل وموضوعه الأحاديث الواهية التي لم ينته إلى أن يحكم عليها بالوضع، وهذا تناقض.

وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد في إيضاح الاشكال: حدثنا علي بن عبد الله بن الفضل، حدثنا محمد بن جرير، حدثنا محمد بن عماد الرازي، حدثنا أبو الهيثم السندي، حدثنا عمر بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق الأسدي، قال: سمعت عليا ( كذا ولعل الأصل عليما ) قال: قال سلمان: (( إن أول هذه الأمة ورودا على نبيها الحوض أولها إيمانا، علي بن أبي طالب )) والله أعلم. انتهى.

فظهر بهذه الجملة قوة الحديث مع أن له شواهد في الدلالة على أن عليا عليه السلام أول الأمة إسلاما منها ما قد مر.

صفحة ١٢٥