واردات الروح، وعجز عن كشف منازلاته وحگه بمحك الشرع، لغلبة وجد، أو لشدة طيش، أو لموافقة هوى، أو لمنازعة خصم، وقد يكون ذليك من حال ساليب، فإن استمر السلب فالمسلوب غير مكلفي لا يواخذ ولا يقتدى به، وإن نزع السلب وعاد الفهم، فالأدب كشف ما كان فيه وإنكار وتوبيخ نفسه عليه، وإعلام أهل حضرته بخسة ذلك الشأن، وأنه من زبد موج السكر الصارف عن حضرة الأمر، وقد يكون ذلك من انكشاف الآيات وقصر العزم عن ترك عاليها (1) والترقي إلى طلب مظهرها سبحانه وتعالى، فيطيش لها العقل وترتاح لها التفس المضمخة(7) بدخان الرعونة فينفلث اللسان ويتجاوز ميزان الأدب ظنا بأن مشهوده تحت حكم وجوب، وأين هذا المسكين من المقياس [30/ أ] الذي لا يجهله جهلة الناس وعليه القاهر، وحكمه الباطني عين ما عليه الشأن الاهري؟!
وذلك كيف يدع يل راء ملك ما رأته عينيه بمجرد شهوده له وارتياجه له، أو برؤياه مشوده وحده؟ ! وكيف لا يمر بخاطره أن لهذه الآثار أهلر»!، وكيف لا يقول : يوشيك أن الناس على الغالب رأوها وانصرفوا عنها إلى أحسن منها، وأنا الآن حتى جئتها ورايتها؟ !
ويه عليك أيها المحجوب المبعد، تظن بالناس الفتنة، من ظر بالتاس الفتنة فهو المفتون (3) ، القريب
صفحة ٢٦٤