134

غنيمة الفريقين من حكم الغوث الرفاعي أبي العلمين

تصانيف

أتزعم - أيها المردود - أن عقدة الوصل بين الخالق والخلق مفلوتة، أم دولة إمداده المتدلية إلى لفلص عباده على حياة دون موت موقوته، حبحرت على كريم، وقيدت إطلاق عظيم، يدعو(1) الولي فيجيب الله بمحض الكرم وسابقة الوهب من دعاه، ولا إله إلا الله.

كيف يثكر العاقل خواص الأزمنة والأمكنة والأشخاص؟! وها هي آثارها بارزة العيان، جلية لأولي الإذعان، جعل ربك زمن الشتاء ما طرا، وزمن الصيف قاشيعا(2)، وجعل مكان الكعبة قبلة، ومكان العزى مفجورا، وجعل السيد الأعظم المصطفى نبيا رسولا محبوبا مكرما معما، وجعل أبا جهل ملعونا مظطرودا مهانا مبغوضا، وجعل ماء فم الصدفة درا، وماء فم [17/ ب] الحية سما، وجعل جوهر الذهب عزيزا، وجوهر التراب مهملا، وأقام في مادة التراب نفعا، وفي مادة النار إثلافا ، وفي روح الماء حياة، وفى غلبته المضمرة فيه إماتة، وصب في الهواء نشأة سيارة، وفي غلبة الريح عذابا، وفي رقيقه رحمة(3).

صفحة ١٧٠