غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة

مهنداس كارامشاند غاندي ت. 1450 هجري
92

غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة

تصانيف

1

وكان جاهلا تماما بالكتب المقدسة. ولكن كيف كان يمكنني أن أحصل على طاه أفضل؟

كنت أخاطبه قائلا: «حسنا رافيشانكار، يمكن أن تكون جاهلا بكيفية الطبخ، لكنك بالطبع تعرف «السانديا» (الصلاة اليومية) وغيرها.» - «السانديا يا سيدي! المحراث هو السانديا التي نعرفها والمجرفة هي صلاتنا اليومية، فهذا هو النوع الذي أنتمي إليه من البراهمة. أنا أعيش على خدمتك أو أعمل بالزراعة.»

وهكذا كان علي أن أصبح معلم رافيشانكار، وكان لدي متسع من الوقت، فكنت أقوم بنصف أعمال الطهي وأطلعه على فن الطبخ النباتي الذي تعلمته في إنجلترا. اشتريت فرنا وبدأت في إدارة المطبخ بمساعدة رافيشانكار، ولم يكن لدي ولا لديه هواجس طبقية تحول دون تناول الطعام سويا، وهكذا استطعنا التواصل بصورة جيدة. والمشكلة الوحيدة التي واجهتنا هي أن رافيشانكار كان قد أقسم على أن يظل متسخا وأن يحافظ على الطعام غير نظيف!

لم أستطع البقاء في بومباي لما يزيد على أربعة أو خمسة أشهر نظرا لأن العائد الذي كنت أجنيه لم يكن متناسبا مع النفقات المتزايدة باستمرار.

هكذا بدأت حياتي. وجدت أن مهنة المحاماة سيئة، فقد كانت استعراضا أكثر منها معرفة، وقد شعرت بلعنة المسئولية الملقاة على كاهلي.

هوامش

الفصل الثالث

القضية الأولى

أثناء إقامتي في بومباي، بدأت دراسة القانون الهندي من جهة، ومن جهة أخرى بدأت تجاربي الغذائية التي انضم إلي فيها صديقي فيرشاند غاندي. أما أخي، فقد كان يبذل كل ما في وسعه كي يحصل لي على موكلين. وكان تعلم القانون الهندي مسألة مملة، فلم أستطع أن أتقدم في دراسة قانون الإجراءات المدنية، على عكس قانون الإثبات. كان فيرشاند غاندي يذاكر من أجل اجتياز امتحان المحاماة، فكان يخبرني بشتى القصص عن المحامين، وكان يقول: «إن براعة السيد فيروزشاه تكمن في معرفته العميقة بالقانون، فهو يحفظ قانون الإثبات عن ظهر قلب ويعرف جميع القضايا الواردة في القسم الثاني والثلاثين. أما بدر الدين طيابجي، فيدهش القضاة بقوته الجدلية المذهلة.»

صفحة غير معروفة