1 - صدر الكلام ومصادره
2 - تحية الأندلس
3 - تقويم الأندلس
4 - فتح الأندلس
5 - عمران الأندلس
6 - أهل الأندلس
7 - تسامح العرب
8 - العرب والإسبان
9 - العلم في الأندلس
10 - تفنن عرب الأندلس
صفحة غير معروفة
11 - مدينة مجريط
12 - دير الأسكوريال
13 - قرطبة والزهراء
14 - مدينة إشبيلية
15 - مدينة غرناطة
16 - قصر الحمراء
17 - كتابات الحمراء
18 - ذكرى مؤلمة
19 - جلاء المسلمين وتنصيرهم
20 - سقوط الأندلس
صفحة غير معروفة
21 - جبل طارق وطنجة
22 - علم المشرقيات في إسبانيا
1 - صدر الكلام ومصادره
2 - تحية الأندلس
3 - تقويم الأندلس
4 - فتح الأندلس
5 - عمران الأندلس
6 - أهل الأندلس
7 - تسامح العرب
8 - العرب والإسبان
صفحة غير معروفة
9 - العلم في الأندلس
10 - تفنن عرب الأندلس
11 - مدينة مجريط
12 - دير الأسكوريال
13 - قرطبة والزهراء
14 - مدينة إشبيلية
15 - مدينة غرناطة
16 - قصر الحمراء
17 - كتابات الحمراء
18 - ذكرى مؤلمة
صفحة غير معروفة
19 - جلاء المسلمين وتنصيرهم
20 - سقوط الأندلس
21 - جبل طارق وطنجة
22 - علم المشرقيات في إسبانيا
غابر الأندلس وحاضرها
غابر الأندلس وحاضرها
تأليف
محمد كرد علي
الفصل الأول
صدر الكلام ومصادره
صفحة غير معروفة
زرت في الشتاء الماضي (1340 / 1922) بعض أمهات مدن الأندلس، فأرادني غير واحد من الأحباب على أن أحدثهم بطرف مما شاهدت في ربوعها من بقايا حضارة العرب، فأجبتهم إلى رغبتهم، شاكرا حسن ظنهم، وقد رأيت أن أشفع مشاهداتي بشيء من مطالعاتي عن هذا القطر؛ ليتعرف القارئ من الغابر، وجه الحاضر، ويقيس في الجملة ما كان هناك في عهد أمتنا، على ما هو كائن اليوم في عهد غيرهم، أذكر ما أثره العرب في تل القاصية من حضارة، وأثلوه من مجد خالد على جبين الدهر، والسبب الذي به ارتفعت الأندلس حتى عدت أرقى مملكة في عهد شبابها، والأعراض التي عرضت لها، فهرمت فزال سلطانها، وتداعى عمرانها، وانذعر سكانها، وربما نفعت في الأخلاف سيرة الأسلاف، خصوصا في أرض لم يكتفوا بأن فتحوها؛ بل عمروها وتديروها، وحكموها، ومدارسة حياة الأجداد، تربي أخلاق الأبناء والأحفاد، يصيبون فيها حكمة بالغة، وموعظة حسنة، والتاريخ يلقن الفكر الجديد، وينير الطريف بالتليد، والله وارث الأرض ومن عليها.
وهناك ما رجعت إليه من الكتب والرسائل في تأليف الفصول التالية، ومنه تعالى أستمد المعونة، ومن الراسخين في العلم تصحيح ما عساهم يعثرون عليه من الهفوات: (1)
طبقات الأمم لصاعد الأندلسي (طبع بيروت). (2)
نفح الطيب للمقري (مصر). (3)
المعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي (ليدن). (4)
قلائد العقيان للفتح بن خاقان (مصر). (5)
مطمح الأنفس له (الآستانة). (6)
البيان المغرب في أخبار المغرب لابن عذاري (ليدن). (7)
الإحاطة في أخبار غرناطة للسان الدين بن الخطيب (مصر). (8)
رقم الحلل له (تونس). (9)
صفحة غير معروفة
الحلل الموشية له (تونس). (10)
الذخيرة في شعراء الجزيرة لابن بسام (مخطوط). (11)
أخبار العصر في انقضاء دولة بني نصر (ميونيخ). (12)
التعريف بالمصطلح الشريف لابن فضل الله العمري (مصر). (13)
المسالك والممالك لابن حوقل (ليدن). (14)
أحسن التقاسيم للمقدسي (ليدن). (15)
كتاب البلدان لابن واضح اليعقوبي (ليدن). (16)
تقويم البلدان لأبي الفدا (باريز). (17)
أخبار مجموعة في فتح الأندلس، وذكر أمرائها - رحمهم الله - والحروب الواقعة بينهم (مجريط). (18)
الجزء الثاني والعشرون من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب للثوري، وفيه أخبار ملوك الأندلس من العلويين والأمويين ومن ملك بعد بني أمية، إلى حين انقراض الدولة العبادية (غرناطة). (19)
صفحة غير معروفة
الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية (الجزائر). (20)
كتاب محمد بن تومرت مهدي الموحدين (الجزائر). (21)
عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية للغبريني (الجزائر). (22)
المؤنس في أخبار إفريقية وتونس لابن أبي دينار (تونس). (23)
ديوان ابن حمد حمديس الصقلي السرقوسي (رومية). (24)
النجوم الزاهرة لابن تغري بردي (ليدن). (25)
العيون والحدائق في أخبار الحقائق (ليدن). (26)
تاريخ المسعودي (باريز). (27)
تاريخ الكامل لابن الأثير (مصر). (28)
تاريخ ابن خلدون (مصر). (29)
صفحة غير معروفة
الحلة السيراء لابن الأبار (ليدن). (30)
كتاب القضاة بقرطبة للخشني (مجريط). (31)
تكملة التكملة لابن الأبار (مجريط). (32)
التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار (الجزائر). (33)
صبح الأعشى للقلقشندي (مصر). (34)
معجم البلدان لياقوت الحموي (ليبسيك). (35)
المكتبة العربية الأندلسية، وفيها ستة كتب: وهي الصلة لابن بشكوال، وبغية الملتمس لابن عميرة الضبي، والمعجم لابن الأبار، والتكملة لكتاب الصلة لابن الأبار، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي، وفهرست ما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنفة في ضروب العلم وأنواع المعارف أبو بكر بن خليفة الأموي الإشبيلي نشرها المستشرقان الإسبانيان كوديرا وريبرا (مجريط)
F. Codera et J. Ribera: Bibliotheca Arabico-Hispana (Madrid) . (36)
المكتبة العربية الصقلية لميشل آماري (ليبسيك)
M. Amari: Bibliotheca Arabo-Sicula (Leipzig) . (37)
صفحة غير معروفة
محاضرة ابن زيدون لأحمد زكي باشا نشرت في السنة الثانية من مجلة البيان (مصر). (38)
السفر إلى المؤتمر لأحمد زكي باشا أيضا. (39)
قصيدة ابن عبدون وشرحها لابن بدرون (ليدن). (40)
رسالة ابن زيدون وشرحها للصفدي. (41)
ترجمة ابن عباد (ليدن). (42)
ترجمة ابن زيدون (ليدن). (43)
ترجمة ابن عبدون وملوك بني الأفطس (ليدن). (44)
قاموس الأعلام لشمس الدين سامي (تركي طبع الآستانة). (45)
مجلة المقتطف. (46)
مجلة المقتبس (مصر والشام). (47)
صفحة غير معروفة
دائرة المعارف الإسلامية (ليدن)
Encyclopedie de l’Islam, Leyde . (48)
تاريخ مسلمي إسبانيا لدوزي (باريز)
d’Espagne, Paris: Dozy Histoire des Musulmans . (49)
التاريخ العام للأفيس ورامبو (باريز)
Lauisse et Rombaud: Histoire generale, Paris . (50)
تاريخ العرب والمغاربة في إسبانيا والبرتغال لنكوند (باريز)
J. Conde: Histoire de la do-mination des Arabes et des Maures en Espagne et en Portugal, Paris . (51)
تاريخ العرب العام لسيديليو (باريز):
Sedillol: Histoire generale des Arabes, Paris . (52)
صفحة غير معروفة
تاريخ العرب لهوار (باريز):
C. Huart: Histoire des Arabes, paris . (53)
عجالة في تحليل نفوس الشعوب الأوروبية لفوليه (باريز)
Eouillee: Essai d’une psy-chologie des peoples europeens.
. (54)
المخطوطات العربية في الأسكوريال لهارتويغ دار نبورغ (باريز)
Hartiwig Derenbouig: Les manuscripts arabes de l’Escurial, Paris . (55)
الصنائع في إسبانيا لكوميز مورينو (مجريط)
Gomez-Moreno: El arte en Espana (Madrid) . (56)
الكتابات العربية في غرناطة لإميليو لافوانتي أي التكنترار (مجريط)
صفحة غير معروفة
Emilio Lafuente y alcantrara: Inscriptiones arabes de Grenada. (Madrid) . (57)
دليل إسبانيا والبرتغال لبيدكر (ليبسيك)
Baedeker: Espagne et
. (58)
بحث وصفي لمصانع العرب تأليف رافائيل كونتروراس (مجريط):
Raphahel Contreras Etudes descriptiues des monuments arabes. Madrid . (59)
تاريخ الأديان العام لسلمون ريناخ (باريز):
Salomon Reinach Histoire generale des religions, Paris . (60)
إسبانيا في القرن العشرين لمارفو (باريز)
Maruaud: L’Espagne au XXe siecle. Pairs . (61)
صفحة غير معروفة
الإسبانيون والبرتغاليون في بلادهم لكيلاردي (باريز)
Quillardet: Espagnols et Portugais chez eux,
. (62)
إسبانيا والبرتغال مصورتان (باريز)
L’Espagne et le Portugal illustres. Paris . (63)
دائرة المعارف الإفرنسية الكبرى (باريز)
La grande encyclopedie francaise, Paris . (64)
معجم لاروس المصور (باريز)
Nouueau Larousse illustere,
. (65)
صفحة غير معروفة
بحث في حياة ابن زيدون لأوغست كور (الجزائر)
Augusle Cour: Ibn Zaidon. Alger . (66)
تعليم اللغة العربية في إسبانيا لميكائيل آسين بلاسيوس (الجزائر)
M. Asin Palacios: l’enseignement de l’arabe en Espagne. Alger . (67)
معجم الكل في واحد أو موسوعات العلوم البشرية:
Tout en un Encyclopedie des connaissances humaines . (68)
دستور الصنائع الإسلامية لسالادين وميجون
Saladin et Mgeon: Manuel d’art musulman .
الفصل الثاني
تحية الأندلس
صفحة غير معروفة
عشقتها، ولم تسعدني الأيام بإمتاع النظر في جمالها، واستطلعت طلع أخبارها، فروى الرواة عنها عجائب أقلها مما يستهوي النفوس المتمردة، ويأخذ بمجامع القلوب الجافة العاصية، تفردت بين حيلها بما خصت به من معاني الحسن والإحسان، فكثر الخطاب والطلاب، وهي لا تفتأ تبدي لمن حماها صنوفا من اللطف والظرف، وتخاطب البعيد والقريب بثغر باسم، وترشقهم بنظرات، لا تخلو من غمزات، تريد بها الهزوء بنكبات الزمان، والاستخفاف بسخافة الإنسان.
عشقتها منذ عهد الصبا، وعشق الصبا شديد، لما قرأته الباصرة من وصف سجاياها وحملته إلى البصيرة ففكرت فيه، وتدبرت خوافيه وحواشيه، وزادني غراما بها ما سمعت من أن أناسا قبلي أصيبوا بما أصبت به، وعدوا النزول في حماها ولو ساعة سعادة العمر، وحسنة الدهر: العشق فنون وعشقي كان لأرض الأندلس ، عليها من كل عربي ألف ألف سلام، على مر العصور والأيام.
عشقتها لكثرة ما تلوت من آثار من درجوا على أديمها من أبنائها وغير أبنائها، وكانت المخيلة تتصورها في مظاهر صح بعضها يوم اللقاء، وآخر كان بالطبع كالخيال، في الأندلس تم نحو نصف مدنية العرب الباهرة، وقضوا في أرجائها نحو ثمانية قرون كانت بجملتها وتفصيلها عهد السعادة والغبطة، ودور ظهور النوابغ وأرباب الإبداع والقرائح، وكم من أمة من أمم الحضارة الحديثة على كثرة ما اقتبست وأوجدت، لم يتيسر لها حتى يوم الناس هذا أن تبلغ مكانة الأندلس، فكان هذا الصقع في منقطع أرض المغرب وآخر أرض العرب بين البحرين، المحيط والمتوسط، برهانا أزليا على فرط استعداد العرب للعلوم والصناعات، وناعيا على من أنكروا لإفراطهم في الشعوبية فضل هذه الأمة على الحضارة.
أقام الغربيون ضروبا من المصانع من بيع وأديار ومتاحف ومكاتب ومدارس وجسور وسدود وطرق ومعابر وتماثيل ونصب وبرك، لكنهم لم يصنعوا على كثرة تفننهم في هذا الشأن منذ عهد اليونان والرومان، طرزا من البناء يكلمك ولا لسان له فيقول، وينظر إليك فيعمل في شغاف قلبك ولا عين له فتنظر، ويطربك بتساوق نغماته من دون ما صناجة ولا وتر ولا ألحان. مصانع كثيرة بقيت بقاياها في طليطلة وقرطبة وإشبيلية وغرناطة سلبتها الفتن تارة شطرا من بهائها، وسالمتها حينا فأبقت عليها، أو رممت شيئا مما أضرت به عوامل الأيام، وإن لم تعد إليها نضرتها الأولى.
سلام على أرض طيبة خصها الخالق بأجمل الهبات الطبيعية الطيبة، فلم ينقصها زكاء تربة في نجادها ووهادها، ولا مياها عذبة دافقة من هضابها على شعابها، ولا أشجارا باسقة وزروعا خصبة في سهلها ووعرها، ولا اعتدال مواسم وجمال إقليم، ومصحة أبدان زانها الصانع السماوي بإيجاده، كما زانها الصانع الأرضي بإبداعه، وما أجمل الطبيعي والصناعي، إذا تواعدا إلى الاجتماع في خير البقاع.
ليالي الأنس، في جزيرة الأندلس، وأيامها الغر، في سالف الدهر، فيك قامت سوق الآداب، بما ارتفعت له رءوس العرب على غابر الأحقاب، وكمل في ربوعك الذوق العربي حتى ظن بعضهم أنك نسيت كل شيء ما عدا الأدب، وما هذه الآثار الأبدية إلا ثمرة عملك وصناعاتك وزراعاتك: سلام على أرواح علمائك وفلاسفتك ونوابغك وأدبائك وأمرائك ما كان أرجح أحلامهم، يوم سنوا للعرب سنة الأخذ من السعادتين، وشرعوا لهم شرعة المدنية المثلى، حملوا فأجملوا من الشرق إلى الغرب تعاليم في الدين والدنيا كانت صفوة العقول إلى عهدهم فأدهشوا من عاصرهم، وخلفهم من الأجيال، ونسجوا لهم على غير مثال نسيجا رقيقا، كتبوا لهم فيه سجلا رقت حواشيه، ونظاما متقنا في حكم الإنسان للإنسان، يطبع في تاليه إذا تدبره، طبيعة حسن الذوق والطبع، وينشئه على أرق مثال من الخيال في الكمال والجمال مثال حي من حضارة العرب في القارة الأوروبية عامة وفي شبه جزيرة إسبانيا خاصة، يفتخر به العرب على اختلاف أصقاعهم، وحق لهم الفخر؛ لأن الأندلس العربية الإسلامية كانت - وما زالت - مدرسة الغرب المسيحي، نزل طلابه في قرونهم المظلمة على علماء العرب، فأوسعوهم من مكارم أخلاقهم، وأكرموا مثواهم بما علموهم، وما أسخى العربي على طلب قراه، والمعتصم بحماه، فلما جاء دور الانحطاط، وأزف رحيل ذاك الرعيل، من أرض كان الغرب كله يعدهم فيها أثقل دخيل، أبقوا لهم تلك المصانع ناطقة بفضلهم، معلمة لهم معاني ليست في معاجم نفائسهم، ومكذبة على غابر الأيام من ينكر المحسوس، ويغمط الحق لصاحبه، ويستهويه الغرض، فيشوه وجه الحق الجميل.
إلى اليوم لم يزل في الغربيين أناس يصعب عليهم الاعتراف بمزية للعرب بباعث من بواعث النفوس اللئيمة، فلا يكادون يصدقون حتى بما ورد عن هذه الأمة في كتبهم دع كتبها من أعمال هذه الحضارة الغربية، وما ذاك الأثر الضئيل الباقي من عاديات الأندلس العربية، إلا برهان جلي على ما كان هناك من عدل شامل، وعقل كامل، ونظر نافذ، ويد صناع، أربت على ما عمل من مثلها في سائر البقاع والأصقاع.
الفصل الثالث
تقويم الأندلس
أخذت العرب اسم الأندلس من اسم سكانها الأصليين الفنداليس
صفحة غير معروفة
Vandales
فقالوا فاندالسيا أو فاندالوزيا
Vandalitia
أو
Vandalusia
وأطلقوا عليها اسم الجزيرة من باب التغليب ، فقالوا: جزيرة الأندلس، كما قالوا جزيرة العرب، وما هي في الحقيقة إلا شبه جزيرة؛ لاتصالها من أقصى الشمال بجبال البيرنات أو الثنايا كما كان يعرفها العرب، قدروا القسم الجنوبي من شبه جزيرة فانداليس أو أبيريا أو إسبانيا بمسيرة ثلاثين يوما طولا وزهاء عشرين يوما عرضا، يحدها البحر من أطرافها الأربعة إلا من الشمال الشرقي، وميزان وصف الأندلس كما قال ابن سعيد: أنها قد أحدقت بها البحار، فأكثرت فيها الخصب والعمارة من كل جانب.
والأندلس في عرف أهلها اليوم عبارة عن ثماني ولايات: ولاية ألمرية، وولاية قادش، وولاية قرطبة، وولاية غرناطة، وولاية حولفا، وولاية جيان، وولاية مالقة، وولاية إشبيلية، ومساحتها السطحية 86687 كيلومترا مربعا، وسكانها زهاء أربعة ملايين، فهي نحو خمس إسبانيا الحالية بسكانها، ونحو سدسها بمساحتها السطحية. هذا ما يطلق عليه اليوم اسم الأندلس، بيد أن حكم العرب تجاوز ذلك إلى برشلونة، وما وراءها من الشرق وإلى لشبونة، وما جاوزها في الغرب، ولم يبق في أيدي الإسبانيين والبرتغاليين من هذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها زهاء نصف مليون وأربعة آلاف كيلومتر مربع سوى أراض مصخرة ضئيلة من الشمال تعرف ببلاد الجلالقة وآستوريا.
فالعرب لم يملكوا إذا الجزيرة بأسرها حين افتتحوها، وإنما ملكوا معظمها، ولذلك لا تعرف مساحة الأندلس العربية على التحقيق، ويقول المسعودي: إن مسيرة عمائر الأندلس ومدنه نحو من شهرين، ولهم من المدن الموصوفة نحو من أربعين مدينة، وقال غيره في أرض الأندلس العامر والغامر، فكانت من ثم مساحة الأندلس تختلف بحسب تغلب العرب على أعدائهم أو تغلب أعدائهم عليهم، وكم من الأقاليم والمدن في الشمال والغرب والشرق دخلت مرات في حكم العرب ثم خرجت عنهم، فقد كان عملها لعبد الرحمن بن معاوية في القرن الثاني ثلاثمائة فرسخ في ثمانين، ثم صغرت في القرن الثامن حتى أصبحت - كما وصفها العمري - كمفحص القطاة ضيقا، ومدرج النمل طريقا.
لا جرم أن مقام العرب في الأندلس كان غير طبيعي؛ لمجاورتها لأمم قوية الشكيمة، مخالفة لها في الجنس واللسان والدين، حتى إن عمر بن عبد العزيز لما ولى السمح بن مالك عليها أمره أن يكتب إليه بصفتها وأنهارها، وكان رأيه انتقال أهلها منها؛ لانقطاعهم عن المسلمين، قال المؤرخ: وليت الله كان أبقاه حتى يفعل، فإن مصيرهم إلى بوار إلا أن يرحمهم الله.
وصف المراكشي ما كان في أيدي الإسبان والبرتغال من أرض الأندلس سنة 621ه فقال: أول المدن في الحد الجنوبي الشرقي على ساحل البحر الرومي مدينة برشنونة (برشلونة) ثم مدينة طركونة، ثم مدينة طرشوشة، والمدن التي على غير الساحل في هذا الحد المذكور مدينة سرقسطة ولاردة وأفراغة وقلعة أيوب هذه كلها يملكها صاحب برشنونة، وهي الجهة التي تسمى أرغن، وفي الحد المتوسط ما بين الجنوب والغرب مدينة طليطلة وكونكة وأقليج وطلبيرة ومكادة ومشريط (مجريط) ووبذ وأيلة وشقوبية هذه كلها يملكها الأدفنش وتسمى هذه الجهة: قشتال.
صفحة غير معروفة
وتجاوز هذه المملكة فيما يميل إلى الشمال قليلا مدن كثيرة أيضا، وهي: سمورة وشلمنكة والسبطاط وقلمرية، هذه كلها يملكها رجل يعرف بالببوج، وتسمى هذه الجهة: ليون، وفي الحد المغربي الذي هو ساحل البحر الأعظم أقيانس، ومدن أيضا منها مدينة الأشبونة وشنترين وباجة وشنترة وشنتياقو ويابرة ومدن كثيرة يملكها رجل يعرف بابن الريق، ووراء هذه المدن مما يلي بلاد الروم مدن كثيرة. ثم ذكر ما يملكه المسلمون لعهده من الأندلس؛ فأورد حصن بنشكله وطرطوشة وبلنسية وشطبة وجزيرة الشقر ودانية ومرسية وغرناطة وحصون لرقة وبلش وقلية وبسطة ووادي آش وألمرية وحصن منكب ومالقة والجزيرة الخضراء.
وقوم القلقشندي الأندلس في المائة الثامنة، فقال: إن الأندلس أقامت بأيدي المسلمين إلى رأس الستمائة سنة من الهجرة، ولم يبق منا بيد المسلمين إلا غرناطة وما معها من شرق الأندلس عرض ثلاثة أيام في طول عشرة أيام، وباقي الجزيرة على سعتها بيد النصارى الفرنج، وأن المستولي على ذلك منهم أربعة ملوك؛ الأول: صاحب طليطلة وما معها، ولقبه الأدفونش سمة على كل من ملك منهم، وعامة المغاربة يسمونه ألفنس، وله مملكة عظيمة وعمالات متسعة تشتمل على طليطلة وقشتالة وإشبيلية وبلنسية وقرطاجنة وجيان وجليقية وسائر أعمالها. الثاني: صاحب لشبونة وما معها، وتسمى البرتغال، ومملكته صغيرة واقعة في الجانب الغربي، وهي تشتمل على لشبونة وغرب الأندلس. الثالث: صاحب برشلونة وأرغن وشاطبة وسرقسطة وبلنسية وجزيرة دانية وميورقة. الرابع: بيرة، وهي بين عمالات قشتالة وعمالات برشلونة، وقاعدته مدينة ينبلونة، ويقال لملكها: ملك البشكنس.
هذا في الجملة تقويم الأندلس في القديم، وكلما توغلت في سمت الشمال صعب المرور؛ لكثرة الجبال وترامي المسافات، وهي اليوم في الخطوط الحديدية سهلة في الجملة، فإذا جئت من مدينة باريز وهو الطريق الذي سلكناه تصل إلى مجريط في ست وعشرين ساعة وهي 1455 كيلومترا، ومن مجريط إلى قرطبة 442 كيلومترا، ومن قرطبة إلى إشبيلية 131 كيلومترا، ومن غرناطة إلى جبل طارق 301 كيلومتر، ويتأتى اختصار هذه المسافات إذا كانت القطر تقصد إلى البلد مباشرة بدون تنقل أو تعاريج، ولكن تقل فيها الخطوط المستقيمة والقاطرات.
الفصل الرابع
فتح الأندلس
لما فتح موسى بن نصير مولى بني أمية إفريقية وما حولها؛ أي تونس وما وراءها، سنة ثمان وسبعين للهجرة، وبلغ طنجة، سار يريد مدائن على شط البحر، وفيها عمال صاحب الأندلس قد غلبوا عليها وعلى ما حولها، وكان يليان أحد ملوك الأندلس لموجدة وجدها على بعض الملوك من قومه في تلك البلاد بعث بالطاعة لموسى، وأقبل به حتى أدخله المدائن بعد أن اعتقد لنفسه ولأصحابه عهدا رضيه، واطمأن إليه، ثم وصف له الأندلس ودعاه إليها، فبعث رجلا من مواليه يقال له طريف، في أربعمائة رجل ومعهم مائة فارس، في أربعة مراكب، حتى نزل جزيرة سميت له لنزوله فيها، وكانت هذه الجزيرة معبر مراكبهم، ودار صناعتهم، فأغار على الجزيرة فأصاب شيئا ورجع سالما، وذلك سنة إحدى وتسعين.
ثم دعا موسى مولى له يقال له: طارق بن زياد، فبعثه في سبعة آلاف من المسلمين جلهم من البربر والموالي ليس فيهم عرب إلا قليل، فدخل في تلك السفن الأربع سنة اثنتين وتسعين، وأخذت السفن الأربع تختلف بالرجال والخيل، وضمهم إلى جبل على شط البحر منيع فنزله، وسمي به جبل طارق، والمراكب تختلف حتى توافى جميع أصحابه .
ولما بلغت ملك الأندلس رذريق صاحب طليطلة غارة طريف على الأندلس جمع جموعه، قيل: مائة ألف أو شبه ذلك، فبعث موسى على سفن كثيرة كان عملها بخمسة آلاف مقاتل، فتوافى المسلمون بالأندلس عند طارق اثني عشر ألفا، ومعهم يليان في جماعة من أهل البلد يدلهم على العورات، ويتجسس لهم الأخبار. فالتقى رذريق صاحب طليطلة وطارق بن زياد بموضع يقال له البحيرة، فانهزم رذريق، ثم مضى طارق إلى مضيق الجزيرة، فمدينة أستجة، وحارب فل العسكر الأعظم وهزمه، ثم ورد طارق عينا من مدينة أستجة على نهرها على أربعة أميال فسميت العين عين طارق، وفرق جيشه؛ فأرسل فرقة إلى قرطبة، وأخرى إلى رية، وثالثة إلى غرناطة، وسار هو في عظم الناس يريد طليطلة ففتحت كلها، وكذلك مدينة تدمير، وأسر أحد ملوك الأندلس، ومنهم من اعتقد على نفسه أمانا، ومنهم من هرب إلى جليقية في الشمال، ثم سار طارق حتى بلغ طليطلة، وخلى بها رجالا من أصحابه، فسلك إلى وادي الحجارة، ثم استقبل الجبل فقطعه من فج يسمى فج طارق.
وفي سنة ثلاث وتسعين دخل موسى بن نصير في ثمانية عشر ألفا من وجوه العرب والموالي وعرفاء البربر، وقد بلغه ما صنعه طارق بن زياد فحسده، وخشي أن ينال شرف الفتح دونه أمام الخليفة من بني أمية. فلم يلبث أن فتح من المدن ما لم يفتحه طارق مولاه؛ فافتتح مدينة شذونة وقرمونة وإشبيلية، وحاصر هذه أشهرا، فهرب أهلها إلى مدينة باجة، فمضى موسى إلى مدينة ماردة، وقاتلهم عليها أشهرا، فصالحه أهلها على أن جميع أموال القتلى وأموال الهاربين إلى جليقية للمسلمين وأموال الكنائس وحليها له، ثم افتتح سرقسطة ومدائنها.
ذكروا أن المسلمين انتهوا إلى مدينة لوطون قاعدة الإفرنج، ولم يبق لأهل الإسلام شيء لم يتغلبوا عليه مما وراء ذلك إلا جبال قرقوشة وجبال بنبلونة وصخرة جليقية، فأما الصخرة فلم يبق فيها مع ملك جليقية إلا ثلاثمائة رجل تلفوا بالموت والجوع والحصار، فلما لم يبق منهم إلا ثلاثمائة رجل، ورأى ذلك المرتبون على حصارهم استقبلوهم ، فتركوهم فلم يزالوا يزدادون حتى كانوا سبب إخراج المسلمين من جليقية وهي قشتيلية.
صفحة غير معروفة
هذه زبدة مما قاله المؤرخون في فتح الأندلس، ولا شك أن قرب سواحلها من شواطئ إفريقية قد ساعد العرب كثيرا على هذا الفتح، فإن المجاز أو الزقاق كما كان يسميه العرب بين البرين بر العدوة
1
وبر الأندلس قريب جدا يسهل معه نقل الذخائر والجيش من إفريقية؛ وذلك لأن الزقاق في موضع يعرف بجزيرة طريف من بر الأندلس يقابل قصر مصمودة بإزاء سلا في الغرب الأقصى، وعرضه اثنا عشر ميلا، ومن الجزيرة الخضراء في الأندلس إلى مدينة سبتة ثمانية عشر ميلا، والباخرة تقطع المسافة اليوم من الجزيرة الخضراء أو جبل طارق إلى طنجة فرضة الغرب الأقصى فى نحو ثلاث ساعات.
وأنت ترى أن معدات الفتح عند العرب كانت قليلة، ومع هذا استصفوا الأندلس في مدة وجيزة؛ وذلك لأن الاختلاط القديم المستحكم للجوار بين أهل الأندلس وبين أهل شمالي إفريقية، وتغلب الأندلسيين أحيانا على بلاد البربر أي المغرب الأقصى والأوسط، قد هيأ لسكان البلاد بل لقوادها وحكامها من العرب أن يعرفوا معالم الأندلس ومجاهلها، ويقفوا على مواطن الضعف من حكوماتها، فقد جاءوها والاختلاف بين ملوكها على أشده، والبلاد قد جاعت قبل مجيئهم ثلاث سنين (من سنة ثمان وثمانين إلى سنة تسعين) ثم وبئت حتى مات نصف أهلها أو أكثر، وإذا صح أن الملك الأعظم في طليطلة جيش على العرب مائة ألف مقاتل وهو مستبعد، فإن جيش موسى بن نصير البالغ اثني عشر ألفا قد تغلب عليه لا بعدده بل بما للعرب من الاضطلاع بأمور الحرب. هذا، وأهل البلاد كانوا في الجملة يريدون الخلاص مما هم فيه من سوء الحال ولا سيما اليهود، فإنهم كانوا قبل بضع سنين قد ذاقوا الأمرين من حكوماتهم ومواطنيهم المسيحيين، فلما جاء العرب الفاتحون كانوا أدلاءهم وأكبر ردء لهم لعلمهم بأنه ينفس خناقهم بالفاتحين، وكان المسلمون كلما دخلوا بلدا جعلوا نصف حاميته من اليهود والنصف الآخر منهم ثقة في أبناء إسرائيل وضعها المسلمون فيهم مدة كونهم في الأندلس.
تولى البلاد المفتوحة عمال الدولة الأموية في الشرق، وتعاقب عليها قوادهم ومواليهم منذ سنة 92ه، وخطب باسم خلفائهم على منابرها، ثم خطب مدة قليلة للعباسيين
2
بعد سقوط دولة الأمويين بالمشرق حتى إذا كانت سنة 138 جاء من الشرق هاربا عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان المسمى بالداخل، فتغلب بواسطة جماعة من أهل بيته وموالي آل مروان، وبما له من العصبية في قبائل زنانة أخواله، وكانت والدته منهم، حتى استولى على الأندلسيين، وبذل أهلها له الطاعة؛ فأصلح من شأنها ورفع وأبناؤه وأحفاده من بعده شأن خلافتهم هناك، وأجمعت القلوب على حبهم، وقل المنتقضون على ملكهم المتوثبون على سلطانهم، ولقد أنصف المنصور العباسي عندما لقب عبد الرحمن الأموي بصقر قريش؛ لأنه «عبر البحر وقطع القفر، ودخل بلدا أعجميا مفردا، فمصر الأمصار، وجند الأجناد، ودون الدواوين، وأقام سلطانا بعد انقطاعه، بحسن تدبيره وشدة شكيمته.»
انقرض ملك بني مروان من الأندلس سنة 407ه على رأس مائتي سنة وثمان وستين سنة وثلاثة وأربعين يوما، بعد أن جمعوا الشمل، ورأبوا الصدع، وأحيوا المعالم، ونشروا العدل، وخدموا الحضارة، وكانت أيامهم أعراسا وأفراحا، فتفرق الملك بأيدي ملوك الطوائف فكان «كل ملك لما بيده، فضبط أشراف العمالات أزمة أمورهم، وركبوا ظهور غرورهم، وتنافسوا في انتحال الألقاب السلطانية، فأتوا من ذلك بكل شنيعة» إلى أن قام رأس المرابطين وأمير المسلمين يوسف بن تاشفين اللمتوني صاحب المغرب الأقصى، وأعاد للبلاد مع ابنه علي بن يوسف سالف نضارتها، ودعا للخلافة العباسية على منابر الأندلس، ولم تزل الدعوة للعباسيين وذكر خلفائها على منابر الأندلس والمغرب إلى أن انقطعت بقيام ابن تومرت مع المصادمة في بلاد السوس.
تنفس خناق البلاد بالقوة الجديدة التي جاءت بها دولة المرابطين؛ لشد أزر المسلمين في الأندلس، كما عادت إليهم بعض القوة على عهد الموحدين، وكان هؤلاء لا يتوقفون عن نجدة إخوانهم في الأندلس حتى إن الخليفة المنصور من الموحدين لما دنت وفاته جمع بنيه والموحدين، ووصاهم وصايا؛ منها: أيها الناس أوصيكم بتقوى الله «وأوصيكم بالأيتام واليتيمة» أراد بالأيتام أهل جزيرة الأندلس وباليتيمة بلاد الأندلس، إلا أن أحوال الجزيرة اختلت في أواخر دولة أمير المسلمين علي بن يوسف، فأوجب ذلك تخاذل المرابطين، وتواكلهم وميلهم إلى الدعة، وإيثارهم الراحة، وطاعتهم النساء؛ فهانوا على أهل الجزيرة، وقلوا في أعينهم، واجترأ عليهم العدو، واستولى النصارى على كثير من الثغور المجاورة لبلادهم، وكادت الأندلس تعود إلى سيرتها الأولى بعد انقطاع دولة بني أمية، فاستدعى عقلاء الجزيرة بني مرين من بر العدوة فجاءهم أميرها سنة 658 في جيش ضخم فملك بالأندلس ثلاثة وخمسين مسورا ما بين مدن وحصون، وهو أول من ملك العدوتين من بني مرين، وجاهد الفرنج فدوخ بلادهم، وكانت قبل جوازه إلى الأندلس تستطيل على المسلمين، وملكوا قواعد الأندلس وأكثر حصونها مثل قرطبة وإشبيلية وجيان وشاطبة ودانية ومرسية ... وغيرها، ولم تنتشر للإسلام راية منذ وقعة العقاب
3
صفحة غير معروفة
سنة 609 إلى أن جاءت رايته وكانت الحروب والغزوات متصلة بين العرب وأعدائهم في القرن الخامس والسادس والسابع، وكثيرا ما يؤدي ملوك العرب الجزية للإفرنج بعد أن كان هؤلاء في القرن الأول والثاني والثالث والرابع يؤدون إلى العرب الجزية، ولما أغلظ ابن تاشفين لألفونس الكلام في المكاتبة قال هذا: «بمثل هذه المخاطبة يخاطبني وأنا وأبي نغرم الجزية لأهل ملته منذ ثمانين سنة! وكان ذلك سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
وبعد أن زال حكم الموحدين من إسبانيا دخلت في حكم محمد بن يوسف بن هود من بطليوس إلى مرسية وقرطبة وإشبيلية سنة 626، ولما هلك التف المسلمون حول محمد بن يوسف بن الأحمر من أسرة بني نصر، فاستولى على الأندلس سنة 629، فدام فيه وفي أعقابه نحو قرنين ونصف كان الضعف رائد دولتهم أولا حتى لقد صالح ابن الأحمر ألفونس ملك إسبانيا سنة 665 على أن أعطاه نحو أربعين مسورا من بلاد المسلمين من الشرق، فقال أبو محمد الرندي يرثي الأندلس، ويستصرخ أهل العدوة من بني مرين، قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
دهى الجزيرة خطب لا عزاء له
هوى له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فامتحنت
حتى خلت منه أوطان وبلدان
فسل بلنسية ما شأن مرسية
وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم
من عالم قد سما فيها له شان
صفحة غير معروفة