غاية النفع في شرح حديث «تمثيل المؤمن بخامة الزرع»
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
وقد قيل: إنها شجرة الصنوبر، قاله أبو عبيد وغيره. وقيل: إنها شجرة تشبه (شجر) (*) الصنوبر.
ففي هذا فضيلة عظيمة للمؤمن بابتلائه في الدُّنْيَا في جسده بأنواع البلاء.
وتمييز له عَلَى الفاجر والمنافق بأنه لا يصيبه البلاء حتى يموت بحاله فيلقى الله بذنوبه كلها فيستحق العقوبة عليها.
والنصوص في تكفير ذنوب المؤمن بالبلاء والمصائب كثيرة جدًّا.
ففي "الصحيحين" (١) عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا».
وفيهما (٢) أيضًا عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «مَا يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمُّ وَلَا حَزَنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غّمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكِهَا إِلَّا كَفِّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».
وفيهما (٣) أيضًا عن ابن مسعود عن النبي ﷺ قال: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَاتَ اللهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ».
وفي رواية: "يُصِيبُهُ أَذى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كَفّرَ اللهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا".
وخرج الإمام أحمد والنسائي والترمذي (٤) من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي ﷺ قال: "لاَ تَزَالُ الْبَلَايَا بِالْعَبْدِ حَتَّى تَتْرُكهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا بِهِ خَطِيئَةٌ".
_________
(*) شجرة: "نسخة".
(١) أخرجه البخاري (٥٦٤٠)، ومسلم (٢٥٧٢) [٤٩].
(٢) أخرجه البخاري (٥٦٤١، ٥٦٤٢)، ومسلم (٢٥٧٣).
(٣) أخرجه البخاري (٥٦٤٧، ٥٦٤٨، ٥٦٦٠، ٥٦٦١، ٥٦٦٧)، ومسلم (٢٥٧١).
(٤) أخرجه أحمد (١/ ١٧٢، ١٧٣، ١٨٠، ١٨٥)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٧٤٨١)، والترمذي (٢٣٩٨). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
1 / 212