مجالس التذكير من حديث البشير النذير
الناشر
مطبوعات وزارة الشؤون الدينية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م
تصانيف
بالطاعات ونوافل الخيرات، وفيه فضل السجود والحث عليه، وفيه دليل لمن يقول بأفضلية كثرة السجود على طول القيام.
إرشاد وتحذير:
سأل هذا الصحابي النبي- ﵌ أن يدعو له الله ولم يسأله هو أن يعطيه الجنة، لأن الذي يعطى هو الله تعالى، ولأن الذي يسأل منه العطاء هو الله تعالى، كما قال النبي- ﵌ لابن عباس فيما رواه:
(وإذا سألت فاسأل الله)، فمن المخلوق تسأل الدعاء ومن الخالق تسأل العطاء. ومن أدلة الأول هذا الحديث، ومن أدلة الثاني حديث أبن عباس المذكور. وكثير من الناس يسألون ممن يعظمون نفس العطاء وخصوصا من الأموات- ﵏ في قبورهم. فأرشدهم بمثل ما سمعت وحذار أن تكون منهم. الترمذي وقال حسن صحيح.
بيان عقيدة وإبطال ادِّعاء:
لما سأل هذا الصحابي النبي- ﵌ وعده بالدعاء وأرشده إلى العمل الصالح وهو كثرة السجود، ولم يقل له النبي- ﵌ إنني ضامن لك ذلك، ولا أنت مضمون، ولا أنت في ضماني، لأن العبد لا يجوز له أن يضمن على خالقه بدون إذنه شيئا، وإذا كانت الشفاعة التي هي طلب منه لا تكون عنده إلا بإذنه فكيف الضمان الذي هو التزام على القطع، فمن الغرور العظيم والجهل الكبير والجراءة الكبرى على الله تعالى قول بعض المدعين (روح راك مضمون) وقول آخرين (من دخل دار كذا فهو مضمون) و(أنا ضامني الشيخ) و(يا دار الضمان) ونحو ذلك، مما يقوله الجاهلون، وينكره العالمون، ويبرأ منه الصالحون.
1 / 50