مجالس التذكير من حديث البشير النذير
الناشر
مطبوعات وزارة الشؤون الدينية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م
تصانيف
<<إنفراده- ﵌ بالاتباع من يوم بعثته>>:
ليس المنتمون لموسى- ﷺ ولعيسى ﷺ بأتباع لهم، لأن دعوة الأنبياء- صلوات الله عليهم- واحدة، ودينهم- وهو الإسلام- واحد، وإن اختلفت بعض الفروع العملية في شرائعهم، فمن لم يؤمن بواحد منهم كمن لم يؤمن بهم كلهم، وما كان محمد- ﵌ بِدعًا من الرسل، وما جاء إلا بمثل ما جاؤوا به، وما جاء إلا مصدقا لهم. فالذين لم يتبعوه من المنتمين إليهما ﵉ غير متبعين لهما، فانقطعت تابعيتهما ببعثة محمد- ﵌ فمن آمن به كان من اتباعه وإلا كان من الهالكين (١). وقد قال- ﵌ «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» رواه مسلم.
<<إئتساء>>:
كل داع له من الأجر مثل أجور من اتبعه على دعوته لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، فرجا النبي- ﵌ كثرة أتباعهم، إذ في ذلك انتشار الهداية، وكان- ﵌ أحرص الناس على هداية الناس وفي ذلك مضاعفة أجره وجزائه عند الله، فلنا فيه الأسوة الحسنة بالحرص على نشر هدايته، وتبليغ دعوته، ورجاء كثرة الأجر والثواب بكثرة ما نوفر من اتباعه، فليعمل العاملون لهذا وليجهدوا فيه.
وقد رجا النبي- ﵌ كثرة أتباعه لدوام وظهور آيته الخالدة وهي القرآن العظيم، فعلى الناشربن لهدايته، والمبلغين لدعوته، أن يجعلوا القرآن أمامهم وحجتهم ومرجعهم، فإنه
_________
(١) في الأصل: من المهالكين.
1 / 34