روضة العابدين
الناشر
مكتبة الجيل الجديد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
مكان النشر
صنعاء - اليمن
تصانيف
بكت بنته. فقال: لا تبكي يا بنية؛ فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة" (^١).
وفي ترجمة البخاري قال: " كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة" (^٢). وفي ترجمة ابن عطاء الزاهد قال: " كان له في كل يوم ختمة، وفي رمضان تسعون ختمة، وبقي في ختمة مفردة بضع عشرة سنة يتفهم ويتدبر" (^٣).
وقال ابن القيم: " وقال أبو بكر العطوي: كنت عند الجنيد حين مات، فختم القرآن، ثم ابتدأ في ختمة أخرى، فقرأ من البقرة سبعين آية، ثم مات" (^٤).
ومن غايات إنزال هذا الكتاب العظيم:
اتباعه والعمل به، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [البقرة: ١٢١]. أي: " يتبعونه حق اتباعه" (^٥). " قال عبد الله بن مسعود: والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته: أن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يَتأول منه شيئًا على غير تأويله" (^٦).
قال الفضيل بن عياض: " إنما نزل القرآن ليُعمل به فاتخذ الناس قراءته عملًا، قيل: كيف العمل به؟ قال: أي: ليحلوا حلاله ويحرموا حرامه، ويأتمروا بأوامره، وينتهوا عن نواهيه، ويقفوا عند عجائبه" (^٧).
_________
(^١) سير أعلام النبلاء، للذهبي (٩/ ٤٤).
(^٢) المرجع السابق (١٢/ ٤٣٩).
(^٣) المرجع السابق (١٤/ ٢٥٥).
(^٤) مدارج السالكين، لابن القيم (٣/ ١٢١).
(^٥) تفسير الطبري (٢/ ٥٦٩).
(^٦) تفسير الطبري (٢/ ٥٦٧).
(^٧) اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي (ص: ٧٦).
1 / 73