روضة العابدين
الناشر
مكتبة الجيل الجديد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
مكان النشر
صنعاء - اليمن
تصانيف
لا يغرنَّك ثناؤهم
وفدَ على عمر بن عبد العزيز وفدٌ وكان فيهم شاب حديث السن فتكلم الشاب، فنظر إليه عمر فحدَّد النظر ثم قال: الكِبرَ الكبرَ، قال الشاب: يا أمير المؤمنين، ليس بالكبر ولا بالصغر، لو كان بالكبر لقد كان في الناس من هو أكبر منك. قال: صدقت، فتكلم. قال: ما جئناك لرغبة ولا رهبة، فنظر إليه عمر أيضًا. فقال: أما الرغبة فقد أتتنا في منازلنا، وأما الرهبة فقد أمِنا جورَك، ولكنا وفدُ الشكر. قال فسُرِّي عن عمر. وقال: يا فتى، أرى لك عقلًا فعظني. قال: "إن قومًا اغتروا بالله فيك فأثنوا عليك بما ليس فيك، فلا يغرنك اغترارهم بالله فيك، مع ما تعرفه من نفسك" (^١).
إن متَّ لم تعُد إلى الدنيا أبدا
قال محمّد بن الحسين: دخلت على محمّد بن مقاتل، فقلت له: عظني. فقال: اعمل؛ فإن متَّ لم تعُدْ أبدًا، وانظر إلى الذّاهبين هل عادوا؟
تذهبُ أيّامنا على لعبٍ … منّا بها والذّنوب تزدادُ
أين أحبابنا وبهجتهم … بطيب أيّامِ عيشهم بادوا" (^٢).
اجعلِ الموتَ عند رأسك
قال عمر بن عبد العزيز لأبي حازم: عظني. قال: اضطجعْ، ثم اجعل الموتَ عند رأسك، ثم انظر ما تحب أن تكون فيه تلك الساعة فخذْ فيه الآن، وما تكره أن يكون فيك تلك الساعة فدعه الآن" (^٣).
(^١) تاريخ دمشق، لابن عساكر (٦٨/ ١٩٤). (^٢) برد الأكباد عند فقد الأولاد، لابن ناصر الدين (٦٨). (^٣) حلية الأولياء، لأبي نعيم (٥/ ٣١٧).
1 / 191