روضة العابدين
الناشر
مكتبة الجيل الجديد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
مكان النشر
صنعاء - اليمن
تصانيف
ثالثًا: اتباع رسول الله صلى الله وسلم في تلك العبادة؛ إذ كل عبادة ليست عليها هدي رسول الله فهي مردودة.
رابعًا: الحرص على إحسان العبادة وإتقانها أكثر من الحرص على كثرتها وكميتها.
فعن معاذ بن جبل ﵁ أن رسول الله ﷺ أخذ بيده يومًا ثم قال: (يا معاذ، والله إني لأحبك) فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك، قال: (أوصيك -يا معاذ- لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك) (^١).
قوله: " (وحسن عبادتك) أي: التوفيق لإيقاع العبادة على الوجه الحسن المرضي شرعًا" (^٢).
خامسًا: أخذ النفْس في العبادة شيئًا فشيئًا حتى تعتاد على ما يريد المرء منها، فلا يهجم عليها هجومًا حتى تمل العبادة وتنفر منها بعد ذلك.
سادسًا: الاستمرار والمداومة حتى مغادرة الحياة، والبعد عن الملل والانقطاع من غير عذر يوصل إلى ذلك، ولعل ذلك يعين على حسن الخاتمة.
قال تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: ٩٩]. يعني: الموت.
سابعًا: البعد عن الانصراف عن العبادة إلى التعلق بالدنيا واللهث وراء شهواتها، فمن خرج عن حصن الطاعة ونفر إلى الشهوات وغرق في مستنقعاتها عسر رجوعه إلى حصنه، إلا أن يشاء الله.
_________
(^١) رواه أبو داود (١/ ٥٦١)، والحاكم (١/ ٤٠٧)، وهو صحيح.
(^٢) فيض القدير، للمناوي (٢/ ١٣٠).
1 / 16