114

روضة العابدين

الناشر

مكتبة الجيل الجديد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

مكان النشر

صنعاء - اليمن

تصانيف

الرجاء على الخوف؛ فمتى كان الإنسان في لجج المعاصي والغفلة فتغليب الخوف في حقه أولى، ومتى كان على الطريق وحضره الموت فتغليب الرجاء أفضل، قال الفضيل بن عياض: "الخوف أفضل من الرّجاء ما كان الرّجل صحيحًا، فإذا نزل الموت فالرّجاء أفضل" (^١). مجالات الخوف من الله تعالى: إن خوف الله تعالى ينبغي أن يكون في حياة الإنسان كلها، وفي أحواله جميعها؛ في سره وعلنه، وفي بيته وعمله، وفي كل جهة توجه إليها. فهو محتاج إلى أن يكون خوف الله في قلبه أن يطلع عليه ربه وفيه ما لا يرضيه، وفي عقله أن يحمل فكرًا يضاد شرعه ووحيه، وفي لسانه أن ينطق بالسوء الذي يغضب مولاه. وفي بصره أن يزيغ إلى الحرام، وفي سمعه أن يصغي إلى الباطل، وفي يده أن تكتب المنكر أو تظلم بالبطش بين الخلق بقتل أو أخذ للمال من غير حله. وفي رجله أن تسعى إلى الأوزار، أو تقف في مواطن الشر والمنكر. وهو أيضًا محتاج إلى أن يكون خوف الله تعالى رفيقه مع والديه ومع زوجته وأولاده ومع جيرانه ومع أقاربه، ومع الناس كلهم؛ فخوف الله هو الذي يمنعه من ظلمهم والتقصير في إيفائهم ما عليه من حقوقهم. وإذا كان واليًا أو مسؤولًا فليكن خوف الله تعالى رقيبه الذي لا ينام حتى لا يجور ويصبح الظلم والخيانة والغش ديدنه بين رعيته، وإذا كان موظفًا أو عاملًا في أي وظيفة أو عمل كان فليجعل خوف الله تعالى معه دائمًا؛ حتى لا يخون أمانة الوظيفة أو العمل التي حُمِّلها.

(^١) التخويف من النار، لابن رجب (٧).

1 / 118