الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية

ابن عربي الشيخ الأكبر ت. 638 هجري
6

الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية

الناشر

دار إحياء التراث العربي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1418هـ- 1998م

مكان النشر

لبنان

أسرع فقد ظفرت يداك بجامع

لحقائق الأموات والأحياء

نظر الوجود فكان تحت نعاله

من مستواه إلى قرار الماء

ما فوقه من غاية يعنو لها

إلا هو فهو مصرف الأشياء

لبس الرداء تنزها وإزاره

لما أراد تكون الإنشاء

فإذا أراد تمتعا بوجوده

من غير ما نظر إلى الرقباء

شال الرداء فلم يكن متكبرا

وإزار تعظيم على القرناء

فبدا وجود لا تقيده لنا

صفة ولا اسم من الأسماء

إن قيل من هذا ومن تعني به

قلنا المحقق آمر الأمراء

شمس الحقيقة قطبها وإمامها

سر العباد وعالم العلماء

عبد تسود وجهه من همه

نور البصائر خاتم الخلفاء

سهل الخلائق طيب عذب الجنى

غوث الخلائق أرحم الرحماء

جلت صفات جلاله وجماله

وبهاء عزته عن النظراء

يمضي المشيئة في البنين مقسما

بين العبيد الصم والأجراء

ما زال سائس أمة كانت به

محفوظة الأنحاء والأرجاء

شرى إذا نازعته في ملكه

أرى إذا ما جئته لحباء

صلب ولكن لين لعفاته

كالماء يجري من صفا صماء

يغني ويفقر من يشاء فأمره

محيي الولاة ومهلك الأعداء

لا أنس إذ قال الإمام مقالة

عنها يقصر أخطب الخطباء

كنا بنا ورداء وصلى جامع

لذواتنا فأنا بحيث ردائي

فانظر إلى السر المكتم درة

مجلوة في اللجة العمياء

حتى يحار الخلق في تكييفها

عينا كحيرة عودة الإبداء

عجبا لها لم تخفها أصدافها

الشمس تنفي حندس الظلماء

فإذا أتى بالسر عبد هكذا

قيل اكتبوا عبدي من الأمناء

إن كان يبدي السر مستورا فما

تدري به أرضي فكيف سمائي

لما أتيت ببعض وصف جلاله

إذ كان عي واقفا بحذائي

قالوا لقد ألحقته بإلهنا

في الذات والأوصاف والأسماء

فبأي معنى تعرف الحق الذي

سواك خلقا في دجى الأحشاء

قلنا صدقت وهل عرفت محققا

من موجد الكون الأعم سوائي

فإذا مدحت فإنما أثني على

نفسي فنفسي عين ذات ثنائي

وإذا أردت تعرفا بوجوده

قسمت ما عندي على الغرماء

وعدمت من عيني فكان وجوده

فظهوره وقف على إخفائي

جل الإله الحق أن يبدو لنا

فردا وعيني ظاهر وبقائي

صفحة ٤١